أصدرت الدار العربية للكتاب مؤخرًا، كتابًا جديدًا بعنوان “اليهود والأمريكيون في الجزائر”، يضم ترجمةً حصرية لوثيقة فرنسية تعود إلى عام “1943”، من أرشيف الاستعمار الفرنسي، تكشف أبعادًا خفية من التواطؤ بين بعض الجماعات اليهودية والنفوذ الأميركي في الجزائر، إبّان الاحتلال الفرنسي..
وترجم الوثيقة، التي تُنشر لأول مرة باللغة العربية، وقدّم لها الباحث المغربي المقيم في بروكسل ببلجيكا “المهدي كبور ووشان”، المتخصص في الترجمة والنصوص الاستعمارية، وجاءت في طبعة ثنائية اللغة (عربية – فرنسية)، من القطع المتوسط، في “105” صفحات..
يتناول الكتاب أدوارًا معقّدة لعبها اليهود في تلك المرحلة الحساسة، خصوصًا في التنسيق مع القوات الأميركية بعد إنزال عام “1942”، واستغلالهم للظروف السياسية للهيمنة على الموارد الجزائرية، عبر أدوات اقتصادية وإدارية مدعومة من قوى الاحتلال..
وتسلط الوثيقة الضوء على الوحدات العسكرية والمليشيات مثل “الزواف”، و”صيادي أفريقيا”، و”الحرس المتنقل”، التي استُخدمت في قمع حركات المقاومة والجهاد الوطني، ضمن آليات السيطرة العسكرية الفرنسية..
ويُعدُّ هذا الإصدار مساهمة مهمة في قراءة التاريخ الاستعماري من زاوية الوثيقة الأصلية، بعيدًا عن السرديات الرسمية، ويطرح أسئلة حرجة حول تقاطع المصالح بين أطراف متعددة في زمن الاضطراب.
– عن المترجم:-
“المهدي كبور ووشان”..
باحث ومترجم متخصص في الوثائق التاريخية الفرنسية، ومتعاون مع مركز دراسات الحضارة..
أنجز عددًا من الترجمات الفكرية والتاريخية من الفرنسية إلى العربية، ويتميز بدقة لغوية وقراءة تحليلية عميقة للنصوص ذات الطابع الاستعماري والسياسي..