منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
حمزة جبودة
لكل إنسان عالَم خاص لا يعرف حقيقته إلا عدد قليل جدًا من المُقرّبين، وأحيانًا كثيرة، لا أحد يعرف عنه شيئًا. ولكن إن كان هذا الإنسان شخصية مشهورة، فالأمر يختلف خاصةً إن كانت جدلية أو لديها فترة زمنية غامضة. وهذا حرفيًا ما ينطبق على الفنان اللبناني فضل شاكر.
يا غايب:
بمشاهد تمثيلية عن طفولته الصعبة، بدأ وثائقي “يا غايب” عن فضل شاكر، سرد قصته للجمهور عن كثب. يَظهر الفنان فضل شاكر في السلسلة الوثائقية، بهدوء مُلفت وهو يحكي بداياته من الطفولة إلى الشباب وما بعدها.
حتى الحلقة السادسة، يسير الوثائقي بوتيرة رصينة، في تناسق ناعم مع المشاهد التمثيلة عن أصعب المحطات التاريخية في مسيرته الفنية، بدءًا من أُسرته التي أُجبرت على نقله إلى دار أيتام لأنها لم تكن تملك المال لتعليمه وأكله،
إلى قصة حُبّه لنادية حبيبته وزوجته وأم أولاده، إلى خطواته الأولى نحو النجومية والدخول لعالم الفن من أوسع أبوابه.
اختيار عنوان السلسلة الوثائقية، “يا غايب” له عدة دلالات أهمها، أنها عنوان الأغنية الأشهر للنجم اللبناني، والتي من خلالها عرفه الجمهور، واليوم يعود لجمهوره بنفس الأغنية التي كانت تميمة الحظ وهذه المرة في وثائقي غلبَ عليه الطابع الإنساني.
في المرة الأولى تعرّف الجمهور على الفنان وفي المرة الثانية تعرّف الجمهور على “المتهم البريء” أو “المظلوم”، لا الفنان الرومانسي.
في بداية الوثائقي، يطرح فضل شاكر، سؤالاً مثيرًا لم يُطرح من قبل، قائلاً: “أنا من مين متهم؟” من الإعلام أو من الفنانين ولا من مين؟”.
هذا السؤال هو أحد أساسيات الوثائقي، الذي سيُجيب عنها. والتي تبدأ مع مشاهد تمثلية عن صحفية تبحث وتعمل على إعادة فتح ملف فضل شاكر، لكونه لم يعد اسمه على المواقع الفنية فقط بل على القنوات الإخبارية وساحات القضاء.
وفي ذات السياق، يتحدث فضل شاكر، عن مرحلة ما قبل الاعتزال، بنبرة مؤثرة: “وقفة المسرح كتير حلوة وكتير اشتقتلها”.
مفهوم الصديق وهم:
كشف الفنان والنجم اللبناني، لأول مرة عن الصداقات في عالم الفن، من وجهة نظره الخاصة بتجربته، وهو يتحدث بثقة ووجع: “مفهوم الصديق بالنسبة إلِيِ وهم، لأنُّو الصديق فِعل، إنُّو الصديق بيبقى في وجعك وبيكون بفرحك الصديق، بضيقتك موجود.. بالنسبة إِلِي الصديق وهم لأني ما شفت صديق”.
ويشرح عن ما ذكره، بأنه كان يعرف ويغني في حفلات كثيرة وتربطه علاقات مع سياسيين وغيرهم، انقلبوا عليه واتهموه وشوهوا صورته، في القضاء وفي ساحات المحاكم.
نظرة عامة على “يا غايب”:
الوثائقي الدرامي هو التسمية الأدق للعمل، لكونه يحتوي على معلومات يتم عرضها عبر مشاهد تمثيلية، بين عدة أزمنة، ومعها تتصاعد أحداثه مع كل مرحلة من مرحلة النجم اللبناني، وهو أقرب للسيرة الإنسانية من السيرة الفنية،
وهذا النوع لم نعتد عليه في الوثائقيات التي تسرد قصص الفنانين والفنانات، ويُمكن سبب ذلك، لأن قصة فضل شاكر تختلف عن كل القصص، وتفاصيلها ما زالت خفية،
ويحاول هذا الوثائقي سردها وكشفها تدريجيًا، بما يسمح للفنان وأسرته العودة بسلام مرة أخرى للحياة الهادئة بعيدًا عن أي العقبات التي تعايشوا معها.
