منصة الصباح
أبو القاسم عمر صميدة
أبو القاسم عمر صميدة

وباء‭ ‬أم‭ ‬مؤامرة‭ ‬؟

نقطة‭ ‬بيضاء

بقلم /د‭. ‬أبولقاسم‭ ‬صميدة

يغرق‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬فوضى‭ ‬حرب‭ ‬او‭ ‬حمى‭ ‬الكرونا،‭ ‬فهذا‭ ‬الفايروس‭ ‬اللعين‭ ‬هاجم‭ ‬الدولة‭ ‬الاكثر‭ ‬عدداً،‭ ‬الدولة‭ ‬المحاطة‭ ‬بسور‭ ‬عظيم‭ ‬بٌنى‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬،‭ ‬إختارها‭ ‬ليثبت‭ ‬ان‭ ‬الفيروسات‭ ‬لا‭ ‬تخشى‭ ‬العدد‭ ‬ولا‭ ‬العدة‭ ‬،‭ ‬فالصين‭ ‬المرعبة‭ ‬والمدججة‭ ‬باحدث‭ ‬الاسلحة‭ ‬صارت‭ ‬اضعف‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬تواجه‭ ‬فيروسا‭ ‬لا‭ ‬يٌرى‭ ‬بالعين‭ ‬المٌجردة‭ ‬،‭ ‬فالفيروسات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬البكتيريا‭ ‬فى‭ ‬الحجم‭ ‬بمائة‭ ‬مرة‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬خطورة‭ ‬الفيروس‭ ‬تكمن‭ ‬فى‭ ‬تحويله‭ ‬لخلايا‭ ‬المصاب‭ ‬الى‭ ‬مكان‭ ‬إقامة‭ ‬وموطن‭ ‬حركته‭ ‬،‭ ‬والفيروس‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬البكتيريا‭ ‬لأن‭ ‬البكتيريا‭ ‬لا‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬خلايا‭ ‬الإنسان‭ ‬بل‭ ‬تعيش‭ ‬فيها‭ ‬وتمارس‭ ‬نشاطها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخلايا‭ ‬دون‭ ‬اتلافها‭ ‬او‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬،‭ ‬وبالتالى‭ ‬فالبكتيريا‭ ‬تقبل‭ ‬العلاج‭ ‬المباشر‭ ‬وتتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬وتتأثر‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬الفيروسات‭ ‬والتى‭ ‬تسبب‭ ‬خللا‭ ‬فى‭ ‬تركيبة‭ ‬خلايا‭ ‬الإنسان‭ ‬لأنها‭ ‬تتعمق‭ ‬فى‭ ‬تركيبة‭ ‬الجينات‭ ‬وتقوم‭ ‬بإفساد‭ ‬التسلسل‭ ‬العددى‭ ‬ونظام‭ ‬الدى‭ ‬إن‭ ‬إي‭ ‬الخاص‭ ‬بالخلية‭ ‬،‭ ‬وبتبسيط‭ ‬أكثر‭ ‬فالفيروس‭ ‬يقوم‭ ‬بالسطو‭ ‬على‭ ‬تركيبة‭ ‬الخلية‭ ‬الجينية‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليها‭ ‬وقيادتها‭ ‬فتصبح‭ ‬الخلية‭ ‬أداة‭ ‬مرض‭ ‬فى‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬،‭ ‬ولن‭ ‬اسهب‭ ‬فى‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬الفيروسات‭ ‬فى‭ ‬الاجسام‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬اساهم‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬الهلع‭ ‬الإعلامى‭ ‬،‭ ‬والمدهش‭ ‬ان‭ ‬تغيير‭ ‬عدد‭ ‬وتركيل‭ ‬شريط‭ ‬ذاكرة‭ ‬الخلايا‭ ‬والذى‭ ‬يسببه‭ ‬هجوم‭ ‬الفيروسات‭ ‬والذى‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬افساد‭ ‬النظم‭ ‬الحسابية‭ ‬والقيمة‭ ‬العددية‭ ‬للخلايا‭ ‬هو‭ ‬علم‭ ‬دقيق‭ ‬وقد‭ ‬نبه‭ ‬القرآن‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى؛‭ ( ‬واحصى‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬عددا‭ ) ‬فتغيير‭ ‬اعداد‭ ‬وقيم‭ ‬الخلايا‭ ‬والذى‭ ‬تفعله‭ ‬الفيروسات‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬عدم‭ ‬قيام‭ ‬الخلايا‭ ‬بوضائفها‭ ‬البيولوجية‭ ‬،‭ ‬واعود‭ ‬لوباء‭ ‬الكرونا‭ ‬والذى‭ ‬قيل‭ ‬حسب‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة‭ ‬انه‭ ‬نتيجة‭ ‬خلل‭ ‬فى‭ ‬احد‭ ‬مختبرات‭ ‬الصين‭ ‬العلمية‭ ‬أو‭ ‬ان‭ ‬جهة‭ ‬معادية‭ ‬للصين‭ ‬قد‭ ‬فعلت‭ ‬الأمر‭ ‬لوقف‭ ‬النمو‭ ‬والزحف‭ ‬الاقتصادى‭ ‬الصينى‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬وقيل‭ ‬انه‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬عدالة‭ ‬السماء‭ ‬لان‭ ‬الصين‭ ‬تعاملت‭ ‬بقسوة‭ ‬مع‭ ‬اقلية‭ ‬الايجور‭ ‬المسلمة‭ ‬فجاءها‭ ‬عقاب‭ ‬سماوى‭ ‬أقسى‭ ‬مما‭ ‬لحق‭ ‬بالإيجور‭ ‬،‭ ‬وكلها‭ ‬مجرد‭ ‬تكهنات‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬الوباء‭ ‬لن‭ ‬يٌفرّق‭ ‬بين‭ ‬صينى‭ ‬وكورى‭ ‬بين‭ ‬مسلم‭ ‬وملحد‭ ‬،‭ ‬فهو‭ ‬خطر‭ ‬متربص‭ ‬بالجميع،‭ ‬ويبقى‭ ‬السؤال‭ : ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬مستعدون‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين‭ ‬الذى‭ ‬سيحرمنا‭ ‬من‭ ‬مصافحة‭ ‬أحبائنا‭ ‬واحتضان‭ ‬اطفالنا‭ ‬؟‭ ‬انه‭ ‬مجرد‭ ‬سؤال‭ ‬،‭ ‬ونٌذكّر‭ ‬بالطهارة‭ ‬والنظافة‭ ‬المطلوبة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الوباء،‭ ‬مع‭ ‬رؤيتنا‭ ‬لأكوام‭ ‬القمامة‭ ‬فى‭ ‬شوارعنا‭ ‬ومع‭ ‬انتشار‭ ‬الاوساخ‭ ‬وانقطاع‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬،‭ ‬والخلاصة‭ ‬فالله‭ ‬امرنا‭ ‬بالطهارة‭ ‬والنظافة‭ ‬وهى‭ ‬القاعدة‭ ‬الاولى‭ ‬لتجنب‭ ‬الوباء‭ ‬،‭ ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬الجميع‭ .‬

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …