السيدان علي عوين، وسالم سعدون، الأول صاحب مكتبة الشعب بمصراتة، والثاني الرواد بطرابلس.
الحاج عوين بامكانه تأجير مقر مكتبته، حتى سوق خضار، سيعود له بدخل يتخطى ثلاثة أضعاف ما يحققه من المكتبة.
يعني يمكن أن يستريح في منزله، لا غبار الكتب، ولا ارتفاع كلفة المطبوعات، ولا دوشة الثقافة.
كما بأمكان السيد سعدون أن يضاعف عوائده عشرة مرات لو قلب المكتبة إلى مطعم هندي، أو مقهى ارجيلة.
زد على ذلك المختار، والفرجاني، وجابر وأسماء أخرى جمعتهم بأرفف الكتب العشرة، والشغف، وليس الكسب السريع.
الكتاب في ليبيا هو هم، وقضية، وحب، وليس مشروع بزنس.
هناك الكثير ممن مازالوا مرتبطين بسوق الكتاب، ولكن الأغلبية فارقوا هذه الصناعة بالمعروف.
فكم من مكتبة تحولت إلى صالة أحذية، أو محل لبيع اللحوم البيضاء؟
نحن في حاجة إلى هيئة عامة للكتاب، تمد يدها للكاتب، والناشر، وصاحب المكتبة، وتعيد الحياة لصناعة الكتاب.
نعم هيئة عامة تدير مشروع وطني للمطالعة، فاهم دور للمدرسة هو التأهيل للتعلم، وكسب المعرفة.
الليبي يريد الكتاب، ولكن الكتاب لا يريد الليبي، لعدم توفره، ولارتفاع أسعاره، وعلى الأقل صعوبة العثور عليه.
معرض النيابة العامة دليل على أن الليبي يحب الكتاب، ولكن حب من طرف واحد.
فماذا لو أنفقنا دخل يوم واحد من عوائد النفط على دعم الكتاب؟
فنحن لو كنا شعبا مهموما بالقراءة، لما اغلقنا الشوارع، أو المدارس، أو حقول النفط لمدة ثلاثة سنوات.
والعنوان: الجاهل عدو نفسه.