بوضوح
بقلم : عبد الرزاق الداهش
عندما يكون المشروع وطن، فلابد ان نفتح المزاد بالسقف الأعلى.
السراج لم يقل ذلك، ولكنه فتح الطريق إلى الوطن بمساحة واسعة من التنازل.
وكان يمكن للرجل أن يكتفي بإعلان رغبة تسليم المهام لسلطة تنفيذية جديدة، ولكنه ضرب موعدا قريبا لهذا التخلي.
فمن يزود أكثر، في معادلة التنازل من أجل الوطن، في زمن التشبث، والثقافة الغنائمية، واعطي مقابل ماذا؟
ومهما قيل ويقال، في أو عن السراج، في اجواء خطاب الشيطنة، والضغينة والتشفي، يظل السؤال المهم: هل يمكن لحفتر أن يخطو الخطوة نفسها، في هذا الوقت نفسه؟
وهل يمكن لحفتر أن يطالب لجنة الحوار باختيار قائد للجيش، قبل نهاية اكتوبر، والوطن أكبر من الجميع، وأعظم من الجميع؟
لا نريد أن نتكلم عن ثمانية آلاف شاب ليبي ماتوا في حرب غير واجبة، وحتى طائشة ومجنونة.
لا نريد أن نتكلم عن ازيد من عشرة آلاف جريح وربع مليون نازح، وأكثر من خمسة عشرة ألف وحدة سكنية تهدمت.
لا نريد أن نفتح ملفات لن تكون مقفلة، ودوسيهات لن تكون برسم الإغلاق، وجرائم لا تسقط بالسياسة.
ولا نريد أن نسأل ماذا لو الاموال التي انفقت في الحرب على طرابلس، صرفت على إعادة اعمار بنغازي؟
نريد أن نبني بلد ديمقراطي، يحترم فيه الجميع نتائج الصندوق، ومدة الولاية، فالتداول السلمي ليس فقط ان تأتي بالانتخابات، بل تنصرف بها ايضا.
نريد مؤسسة عسكرية على عقيدة الدفاع عن الوطن، وحماية الدستور، والقيادات تبنى للجيش، لا ان يختلق الجيش للقيادات.
لقد حاول السراج، ان يكون جزء من الحل في غير مرة، فهل يحاول غيره أن لا يكون جزء من المشكلة، ولو مرة واحدة؟
هذه ليبيا وهذه السدرة، ومن يتنازل أكثر.