بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
عندما أغلق الجضران المرافئ النفطية في خليج سرت، كانت هناك بعض المفردات تحقق نسبة تداول عالية مثل: ليبقى النفط تحت الأرض، النفط يصدر بدون عدادات، يضاف إلى ذلك التهميش، والإخوان، والجضران.
لعل المفردات نفسها قد عادت للتداول من جديد، مع إغلاق الموانئ النفطية، وإذا استثنينا مفردة الجضران.
وصار هناك من يردد علينا، كلام من طراز، أن إيقاف صادرات النفط هو عمل وطني، ومكسب لصالح ليبيا.
وتأسيسا على منطق إغلاق مرافئ النفط عمل وطني، فلابد من الاعتذار للجضران لقيامه بنفس الإغلاق، ولمدة ثلاثة أعوام، والاعتراف له بأنه قام بعمل وطني.
وتبعا لهذا الاعتراف ينبغي المطالبة بشطب إبراهيم الجضران من قائمة المطلوبين لمكتب النائب العام، ورفع أي قيود، أو ملاحقات قضائية، وطنية أو دولية على هذا الرجل.
أما خسارة ليبيا لأكثر من مئة مليار دولار، وما راتبه ذلك من عجز في ميزان المدفوعات الثلاثة أعوام، يمكن أن نعتبر ذلك فاتورة وطنية الجضران، حتى وأن ظل هذا الشعب يدفع هذه الفاتورة لثلاثين عاما .
نحن لدينا حصالة الاحتياطى التي تحتوي على نحو مئة مليار دولار، تكفي لمدة ثلاث سنوات قادمة، أو أكثر.
فلا شيء يستهلكه الليبيون في شرق، وغرب، وجنوب ليبيا إلا من صالة عمليات المؤسسة الوطنية للنفط، من المسمار، إلى قطع غيار طائرات الايرباص.
الدينار الليبي لولا الدولار الذي يخرج من مصرف ليبيا، لا يمكن الاستفادة منه حتى مناديل ورقية «كلينكس». .
الخبز الذي نأكله في كل ليبيا، ويذهب بعضه للجيران، وكل طعامنا، ودوائنا، وحليب أطفالنا ، ودخان ارجيلتا، وكل شيء هو من حنفية النفط .
وكل جضران ونحن ليس بخير.