عبد الرزاق الداهش
————-
استاذ الجامعة، وموظف البلدية، وصاحب المقهى، وسائق التاكسي، وغيرهم يقولون بإنها غنية.
ولعل ما يتردد بإن ليبيا تملك ثروات طائلة، وحتى أغنى بلد في العالم بات جزء من الوعي الجمعي الليبي.
صادرات ليبيا من النفط تلامس المليون وربع المليون برميل، وهذه الكمية لا تشكل رقما في سوق الزيت الأسود.
شركة ارامكو السعودية بوسعها تعويض السوق بأكثر من هذه الكمية في ظرف أقل من ثلاثة أيام.
عائدات ليبيا النفطية لا تتخطى الخمسة وعشرين مليار دولار في السنة، وهذا بالكاد يغطي واردات دولة تستورد كل شيء من الإبرة إلى محطة الكهرباء.
خمسمئة مليار دولار هو ما تحققه شركة “وول مارت” الأمريكية لتجارة التجزئة وهو يساوي عائدات ليبيا عشرين مرة.
أما إذا أخذنا شركة مثل التويوتا اليابانية، أو الفولكس فاجن الالمانية، أو شل الهولندية، فايرادات كل شركة يساوي عائدات ليبيا ما يقرب من عشرة مرات.
نستطيع أن نقول ليبيا ليست فقيرة ولكنها بالقطع ليست غنية.
إذا وضعنا الجيولوجيا مقياسا للثراء فدولة مثل الكونغو ينبغى ان تكون هي الأغنى في العالم.
سنغافورة، واليابان، وكوريا، ونمور أخرى يقولون إن الثروة الحقيقية في الرأس، وليس تحت طبقات الأرض.
غالبية دول اوروبا سوف تحتفي بتخريد أخر سيارة تعمل بالبنزين، أو الديزل، وهذا مؤشر مهم، لمن يهتم.
علينا أن لا نركن للتمنيات، أو الأوهام، حتى لا يصدمنا حائط الحقيقة، بعد أن يصبح رصيدنا على المكشوف إلا من بعض الحسرة.