بوضــوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
ماذا لو أن الثلاثين طالبا. والذين قتلوا بالكلية العسكرية طرابلس، قد قتلوا في بلد آخر غير ليبيا؟
ماذا لو كان هؤلاء الشباب استراليين، أو كنديين، أو انجليز، أو سويسريين، أو من دولة مالطا؟
نقصد هل سوف يسكت العالم هذا السكوت؟، وهل سوف يضع أذنا من طين، وأخرى من عجين، على هذه المجزرة ؟
هؤلاء لم يموتوا في حادث سير، أو واقعة تسمم غذائي، أو انجراف ترابي، أو كارثة طبيعية؟.
أين بيانات التنديد، والاستنكار، والشجب، التي كنا نراها تنزل كالمطر، لو أنهم إسرائيليون، أو أمريكان، أو بلغار حتى؟
أين الشعارات التي كان العالم يصدع بها رؤوسنا عن حماية المدنيين، وحقوق الإنسان، وباقي اللافتات العريضة؟
هل أولاد العالم الغربي، والشرقي، أبناء تسعة ونحن أبناء ثلاثة أسابيع مثل الدجاج البيّاض؟ وهل أولاد العالم أبناء أدم، ونحن أبناء أوى؟
هل ما يجري في دماء أولاد العالم بلازما، بينما ما يجري في عروق الشباب الليبيين، هي مياه صرف صحي؟
ثلاثون شابا في عمر الزهور، يتدربون صباح مساء، ليخرجوا ضباطا، من أجل ليبيا، وليبيا فقط.
لو سألتموهم لماذا يتدربون؟ سيقول كل واحد منهم أنه من أجل ليبيا، لا من أجل فرد، ولا من أجل حزب، ولا في سبيل قبيلة.
الأمم المتحدة لن تستعيد لنا واحدا من هؤلاء الذين قتلوا ذات مساء حزين في وطن تمضغه الأحزان.
العالم كله لو اجتمع فلن يردوا لنا واحدا من هؤلاء الضحايا، الذين ليس لنا إلا أن نخجل من دموع أمهاتهم.
ولكن على الأقل نصف تعزية، نصف مواساة، لنحس أننا مازلنا أحياء في العالم، أو أن العالم مازال حيا .
نريد أن نسمع كحة فاتو بنسودا، تقول أنا موجودة .