بدون سقف
بقلم : عبدالرزاق الداهش
لقد ظل الليبي متمسكا بسيارته البيجو القديمة، ذات ناقل السرعات اليدوي «كامبيو عادي»، ويرفض لأكثر من عشر سنوات، التعامل مع السيارة ذات ناقل السرعات ذاتي الحركة.
ولتبرير هذا الموقف الغريب، ابتكر غير عذر لذلك، ولعل المضحك هو ذريعة، أن السيارة الأوتوماتيك، لا يمكن تشغيلها دفعا باليد.
حتى جهاز التلفزيون ظل الليبي يفضل جهازه القديم، الذي تعود على ضربة براحة اليد لتحسين الصورة، متجنبا اقتناء الأجهزة ذات التحكم عن بعد، عبر «الريموت كنترول»، ولفترة طويلة .
هذا الليبي هو نفسه من ينام ولا ينهض لقفل جهاز التلفزيون، لسبب غير وجيه يتعلق بالكسل.
والليبي أيضا قاوم دخول الآلة الكاتبة الكهربائية، قبل أن يقاوم الكمبيوتر في العمل، وبسبب حالة فوبيا الجديد كان هذا المواطن بارعا، كل مرة في تصميم العراقيل، لكل ما هو مبتكر، وجديد.
ولعل ما يحكي عن قصص لليبيين رفضوا تزويدهم بالتيار الكهربائي، في نهاية ستينات القرن الماضي، دليلا على حالة رفض لكل ما هو، حتى أنهم اخترعوا لذلك أكثر من حجة، كخطر الماس الكهربائي، وغيره.
الطريف أن الليبي كان أول ما يقوم به أثناء شراء سيارة جديدة، هو تزويدها بإيطارات داخلية، قبل أن يكتشف بعد عشرين سنة أنه كان على خطأ .
الليبي أكتشف أيضا، أنه كان يشقى كثيرا مع سيارته العادية، وقد حرم نفسه من قيادة مريحة لسيارة كان يرفض امتلاكها.
بالتأكيد سيكون الأمر عسير الهضم بالنسبة لهذا الليبي، عندما يكون أمام طفرة تقدم أخرى، مثل السفر على متن طائرة بدون طيار، وهو ما قد تكون متاحة خلال وقت ليس بالبعيد.
لليبي أسبابه الكثيرة حتى وإن كان الرفض واحدا.