منصة الصباح
هاشم شليق

هل آتاك تاريخ ليبيا؟

هاشم شليق

عرض خبير وعالم الآثار الأمريكي كارل تويتش عبر فيديو رسومات ليبية منقوشة في كهوف اونبيس بولاية اوكلاهوما الأمريكية..في الوقت الذي يعرف فيه المؤرخون القليل عن تاريخ ليبيا نظرا لقلة السجلات المكتوبة..

فالليبيين كانوا شعبا رُحل لذا لا نجد بناءا ولا عمرانا كما هو موجود على أرضنا اليوم من آثار بعد قدوم البونيقيين والاغريق والرومان..لكن تظل الكهوف والمغارات والدواميس وبيوت الحفر شاهدا يحتاج إلى اماطة اللثام..

لذا لم تكن ليبيا قبل قدوم الغريب مجرد مساحة فارغة على الخريطة بل كانت مهدا للحضارات..وهي شكلت مع أوروبا وآسيا واحدة من الأجزاء الثلاثة للعالم..ولقد سُمي البحر الأبيض المتوسط آنذاك بالبحر الليبي..حتى أن الأساطير اليونانية تشير بأن أثينا كانت من أصول ليبية عندما كان سكان ليبو الأصليين هم سكان شمال أفريقيا..

وقد أكد ذلك المؤرخ هيروديت بقوله “ليبيا هو الاسم الذي أطلقه اليونانيون على القارة بأكملها”..وعلى نفس السياق ذكر بليني الأكبر في القرن الأول الميلادي بأن “ليبيا التي كانت تُعتبر في السابق مجرد طرف من العالم تحمل أسرارا وشعبا هو الأقدم من غيرها”..

وجاء على لسان ديودوروس الصقلي بأن “الليبيين من أقدم الشعوب..كما اظهروا دوما شراسة في القتال وشجاعة في الحروب”..

كما قرأت أن البروفيسور تشارلز بارنى أوضح بأن الأصول الليبية هى أول من وصلت إلى القارة الامريكية وكانوا منشأ قبائل الهنود الحمر وان هناك مراجع تفيد بذلك..

كما صرحت ماريانا دانيال وهي أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة كامبردج بأن أجدادها القدماء هم من الليبيين الذين وصلوا إلى القارة الأمريكية قبل كولومبوس بثلاثين قرنا وهم يعيشون الآن بولاية نيو مكسيكو بجنوب أمريكا الشمالية بكندا..

ويتناول المؤرخ جيم بايلي في كتاب يحمل عنوان “الإبحار إلى الجنة” قصة وصول الليبيين إلى القارة الجديدة وعن فكرة وصولهم إلى نهر سان لوران حيث تم العثور على بقايا سفن في عمق النهر تشبه بقايا مراكب الليبيين الذين كانوا يرسلون فيها موتاهم إلى الجنة وفق معتقداتهم حينها..وأنهم انتقلوا بعدها إلى جنوب أمريكا الشمالية عند ولايتي نيو مكسيكو وأريزونا..

ما سبق دعوة ملحة للمراكز الليبية المختصة لسبر اغوار ليبيا الجذور والامتداد..انطلاقا من مقولة هيروديت “من ليبيا يأتي الجديد”..

شاهد أيضاً

أفول الإمبراطورية العلمية: كيف تدفع أمريكا ثمن تسييس العِلم؟

أفول الإمبراطورية العلمية: كيف تدفع أمريكا ثمن تسييس العِلم؟

ترجمة عبدالسلام الغرياني/ عن مجلة Atlantic في تحليله الجريء بعنوان “كل إمبراطورية علمية تنتهي”، يرسم …