منصة الصباح

هل‭ ‬ينجح‭ ‬الليبيون‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬السلام؟

 

بقلم /ياسين‭ ‬محمد

هل‭ ‬فوّتنا‭  ‬فرصة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬؟
‭ ‬أنا‭ ‬أقول‭ ‬فرص‭ ‬قصدا‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬فرصة‭ ‬واحدة‭ ‬لأنه‭ ‬وبرأيي‭ ‬المتواضع‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬بعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬الليبية‭ ‬ممن‭ ‬فرضها‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الليبي‭ ‬بكل‭ ‬تعقيداته‭ ‬التي‭ ‬يعتقد‭ ‬الكثيرون‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬التعقيدات‭ ‬الأسهل‭ ‬حلا‭ ‬في‭ ‬تعقيدات‭ ‬عالم‭ ‬السياسة‭ ‬أقول‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬زال‭ ‬بإمكان‭ ‬بعضهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الحظ‭ ‬الأوفر‭  ‬لينال‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬مع‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬لحلحلة‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالات‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ . ‬
‭ ‬ففي‭ ‬تونس‭ ‬مثلا‭  ‬وعندما‭ ‬انسد‭ ‬الأفق‭ ‬السياسي‭  ‬لحكومة ما بعد انتخابات 2011   بعد أن تصدرت حكومة‭ ‬النهضة‭ ‬وحزب‭ ‬المؤتمر‭  ‬والتكتل‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭  ‬وكاد‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬المشهد‭ ‬إلى‭ ‬الصدام‭ ‬المباشر‭ ‬وربما‭ ‬إلى‭ ‬العنف‭  ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬التناقضات‭ ‬السياسية‭ ‬التونسية‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬اغتيال‭ ‬شكري‭ ‬بلعيد‭ ‬والحاج‭ ‬محمد‭ ‬البراهمي‭  .‬
وما‭ ‬عرف‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬باعتصام‭ ‬الرحيل‭  ‬في‭ ‬تونس‭ ‬حين‭ ‬تصدر‭ ‬الاتحاد‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل‭  ‬المشهد‭ ‬وقاد‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالرباعي‭ ‬الراعي‭ ‬للحوار‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬أفرزتها‭ ‬الانتخابات‭ ‬بحكومة‭ ‬كفاءات‭  ‬تونسية‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬المهدي‭ ‬جمعة‭ ‬وجنّب‭ ‬البلاد‭ ‬التونسية‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مشهدا‭ ‬مأساويا‭ ‬حتى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬انتخابات‭ ‬2014‭  ‬التي‭ ‬أتت‭ ‬بالباجي‭ ‬قايد‭ ‬السبسي‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ .‬
ونال‭ ‬حينها‭ ‬هذا‭ ‬الرباعي‭ ‬الراعي‭ ‬للحوار‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬على‭ ‬الجهد‭ ‬الذي‭ ‬بذله‭ ‬للوصول‭ ‬بتونس‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭.‬
أما‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬استطاع‭ ‬أشرس‭ ‬الصهاينة‭ ‬ممن‭ ‬قادوا‭ ‬دولة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬انتهاز‭ ‬أشباه‭ ‬الفرص‭ ‬وركوب‭ ‬الأحداث‭  ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬اسحق‭ ‬رابين‭ ‬مثلا‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يفوت‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬مسيرته‭ ‬كرجل‭ ‬سياسة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الأحداث‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬الطرف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭  ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭.‬
‭ ‬وربما‭ ‬أثبتت‭ ‬الأحداث‭ ‬اللاحقة‭ ‬أنه‭ ‬أشبه‭ ‬بالوهم‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬الاحتلال‭ ‬وليس‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مقتل‭ ‬رابين‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬أبناء‭ ‬جلدنه‭ ‬من‭ ‬المتشددين‭ ‬الذين‭ ‬صدقوا‭ ‬أن‭ ‬رابين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رجل‭ ‬سلام‭.‬
ولكن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يذكره‭ ‬التاريخ‭  ‬عن‭ ‬نهاية‭ ‬الرجل‭ ‬والراحل‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات‭.‬
رغم‭ ‬الألم‭ ‬وشرعية‭ ‬النضال‭  ‬لم‭ ‬يفوت‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رجل‭ ‬سلام‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ابعد‭ ‬خيار‭ ‬البندقية‭ ‬وقال‭ ‬على‭ ‬مسامع‭ ‬السامعين‭ ‬قولته‭ ‬الشهيرة‭ ‬“‭ ‬لا‭ ‬تسقطوا‭ ‬غصن‭ ‬الزيتون‭ ‬من‭ ‬يدي‭  ‬“‭ .‬
وكان‭ ‬الخيار‭ ‬الصعب‭ ‬للراحل‭ ‬أبو‭ ‬عمار‭ ‬والذي‭ ‬لامه‭ ‬عليه‭ ‬الكثيرون‭  ‬وكذلك‭ ‬بعضٌ‭ ‬ممن‭ ‬مرّ‭ ‬عرضا‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الأحداث‭ ‬وببعض‭ ‬الصور‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭  ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فعلا‭ ‬أي‭ ‬حدث‭ ‬قد‭ ‬يستحق‭ ‬الذكر‭ ‬استطاع‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬يعرض‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬وأؤكد‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬كمرشح‭ ‬لجائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬
فهل‭ ‬يستوعب‭ ‬الليبيون‭ ‬الدرس‭ ‬ويقودوا‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬سلام‭ ‬عادل‭ ‬ودائم‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬ولا‭ ‬حل‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭.

شاهد أيضاً

المنفي يبحث عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بطرابلس

  ناقش رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بالعاصمة طرابلس. جاء …