منصة الصباح

هذا ما يحدث!

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش
كانت السيدة الخمسينية تتردد على وزارة المالية، للافراج على مرتباتها المتوقفة منذ نحو عشرة أعوام.
كانت ظروف النزوح خارج البلاد قد اضطرتها للانقطاع عن عملها بأحد المرافق الصحية في طرابلس.
ذات تردد على وزارة الصحة صادفها شخص، كانت تظهر عليه ملامحه كل ملامح الاحترام، والشهامة،
تعرف الرجل على مشكلتها، وتطوع لحلها وادارة الميزانية اصدقاء، واسبوع، أو اسبوعين ويكون المبلغ في الحساب.
أحذ الرجل صور ضوئية عن أخر الاجراءات، ورقم الحساب الجاري، وقال لها انتظري منًي مكالمة، لأقول لك، راجعي رصيدك.
اتصل الرجل في غير مناسبة، مرة لمعلومة، واخرى لمستند ينبغي توفيره لو كان متوفراً، ولكن الأمر مختلفاً في أخر مرة.
بعد فاصل من السب لجماعة المالية قال لها، أنهم طلبوا عشرة آلاف، بل أكثر بكثير ولكنه استطاع اقناعهم بالعشرة.
وتوعد السيدة، بأنه سوف يقنعهم بنصف المبلغ قبل استكمال الاجراء، والباقي بعد دخول الحساب، وإذا ما اصروا على العشرة سوف يستكمل القيمة من عنده: ويمكنها ان تسدد له المبلغ على راحتها.
كان السيدة مطمئنة للرجل ، ووفرت له خمسة آلاف، وسلمت الأمانة في مبنى الجامعة حيث يقوم بايصال ابنته، حسب قوله.
انتظرت السيدة مكالمة مبشرة من ذلك الرجل الشهم، مضى يوم، وثلاثة، حاولت الاتصال مرة، وعشرة، ولكن لم تجد إلا: الرقم المطلوب مقفل بصوت فريدة طريبشان.
ولم يجد أولادهم في حملة بحث على المتحايل، إلا “يعوضكم الله خير”.
هذه ليست أول قصة من هذا الطراز، ولكن متى تكون الأخيرة؟ فهذا هو السؤال.
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
عرض الرؤى والإعلانات
ترويج منشور
<img class="x16dsc37" role="presentation" src="data:;base64, ” width=”18″ height=”18″ />
كل التفاعلات:

٢

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …