منصة الصباح

هذا أنا أم ذكاء اصطناعي؟

عبدالرزاق الداهش

ذات صباح، كنت واقفًا قبالة المرآة أتأمل ملامح وجهي، وكنت أسأل نفسي: هل هذا بالفعل وجهي أم ذكاء اصطناعي؟

لقد صرنا نرى ما هو حقيقي فبركة ذكاء اصطناعي، وما هو مفبرك نتصوره حقيقة، وكل شيء تبعًا للاصطفاف السياسي.

وتحوّل الذكاء الاصطناعي من أداة للتطور، وتحسين النفاذ إلى المعلومات، و تحليل البيانات، وشراكة في الحياة، إلى وسيلة للتضليل وترويج الافتراءات.

بفتوحات الذكاء الاصطناعي، سيصل متوسط عمر الإنسان إلى نحو 150 عامًا، وستحل الوقاية الجينية محل العلاجات الطبية.

يعني أن ابنك في الحضانة سوف يتم تشخيصه بدقة عالية، ومعرفة ما سيصيبه من أمراض، كالأورام السرطانية وغيرها.

وعبر أدوات الذكاء الاصطناعي، التي ستعمل كجهاز حصين، سيتم تحليل بيانات أكثر تعقيدًا، وتحصين المولود جينيًّا.

فاللقاحات التي يتلقاها الصغار لم تعد ضد الحصبة وشلل الأطفال، بل ضد سرطان الدم، والسكري، وتصلب الشرايين.

وبواسطة تحالف الثورة الجينية وثورة الذكاء الاصطناعي، سوف تتحقق فتوحات رهيبة، وسحرية، وحتى مخيفة.

لن يكون هناك أطباء وسماعات،، بل سيكون هناك مشغّلون، والمستقبل للتقنية الطبية، لا للطب التقليدي.

وبواسطة فتوحات الذكاء الاصطناعي، سوف تنقرض الكثير من المهن، وسنرى روبوتات تترافع في المحاكم، وتحاضر في الجامعات، وتقاتل على الجبهات، وتبني الكباري والأبراج.

سنركب طائرات بلا طيارين، وندخل مدارس بلا معلمين، ونجد مستشفيات بلا أطباء، وأسواقًا بدون باعة.

كما ستكون هناك بيوت ذكية، وأكاديميات ذكية، وشوارع ذكية، وعوالم افتراضية.

لا مشايخ، ولا أعيان، ولا وجهاء، ولا كل هذا “القاربج” في عالم لا يؤجّل إنجاز الغد إلى الغد.

سنكون جيرانًا على هذا الكوكب، ولكن بعالمَين: عالم يعيش عصره، وآخر يعيش بأثر رجعي

شاهد أيضاً

اجتماع تضامني لعمداء بلديات الجبل الغربي بالأصابعة 

اجتماع تضامني لعمداء بلديات الجبل الغربي بالأصابعة 

عقد اتحاد بلديات الجبل الغربي، اليوم السبت، اجتماعًا تضامنيًا في بلدية الأصابعة، بحضور عمداء 30 …