يدين موراكامي الكثير للموسيقى ،فقد احدثت علامة فارقة في حياته ، فرغم إعجابه بكافكا مرورا بديستوفيسكي ووصولا الي وبلزاك وقراءاته الكثيرة والمتنوعة، لم يشعر بأنه يملك الموهبة اللازمة للكتابة الروائية؛ . وبعد جهد جهيد تخرج من الجامعة وجمع ما ادخره من سنوات عمله ليفتتح حانةً صغيرة للجاز في طوكيو. التي كانت مسرحًا لعازفين هواة وإذاعة صغيرة لبثّ تسجيلات الجاز التي لم ينقطع صداها طوال سبع سنين هي عمر المكان الذي عشقه موراكامي ومكنته من سماع الموسيقى طوال الوقت.
يقول في محاضرة ألقاها عام 2005: “الموسيقى! إنّها تعني لي الكثير, لقد تعلمت كل الأشياء عن الكتابة من خلالها”. لم يكن ذلك غزلاً مجوّفًا بل توصيفًا دقيقًا لما حدث، فعندما قرر موركامي كتابة روايته الأولى لم يكن يعرف شيئًا عن تقنيات السرد الروائي. الحل الذي توصّل إليه كان موسيقيًا صرفًا: اكتب كأنّك تعزف.
ويضيف موراكامي: سواء كان الأمر في الموسيقى، أم في الأدب، أهم شيء هو الايقاع. إنّ الأسلوب يجب أن يحظى دومًا بإيقاع ثابت وطبيعي، وإلا فلن يقرأك النّاس. هكذا علّمتني الموسيقى..