بكلماتٍ صادقة وموجعة كتب المخرج والكاتب الليبي الدكتور نور الدين الشيخي على صفحته منشورًا يقول فيه:
“وينك وينك وينك.. وينك بعد جاك الخبر ما جيتني.. شديت رجلك عني.. لا قلتلي لا بأس لا واسيتني…”
كلماتٌ لم تكن مجرد نصٍّ فني، بل بوح إنساني من فنانٍ يقاوم المرض في صمتٍ مؤلم، ويعاتب الغياب في زمنٍ يهرب فيه الجميع عند أول اختبار.
الكاتب طارق الجحاوي عبّر عن تأثره بما كتبه الشيخي، قائلاً إن هذه الكلمات تمثل “صرخة عتاب لكل من غاب وقت الحاجة”، مضيفًا أن الوجع الحقيقي ليس في المرض، بل في غياب الأحبة.
أما الكاتب المسرحي علي الفلاح، فقد وصف الشيخي بأنه “الفنان النبيل الذي تركته المؤسسات وحده في معركته”، مؤكدًا أن ما يمرّ به هو ضريبة الصدق والنزاهة في زمنٍ يغيب فيه الوفاء.
الممثلة حنان الشويهدي استذكرت تجربتها معه في مسلسل حكايا نسوة، مشيرة إلى أنه “كان إنسانًا قبل أن يكون مبدعًا”، وروت كيف تسلّمت عنه جائزة أفضل كاتب سيناريو عام 2009، وبقيت الجائزة بحوزتها حتى فقدت منزلها في الحرب، لكنها وجدت القطعة الزجاجية التي تحمل اسمه ما زالت صامدة.
نور الدين الشيخي، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام في جامعة بنغازي، ومخرج ومؤسس مهرجان بنغازي للفنون المسرحية، يخوض اليوم معركته مع المرض بصمتٍ شجاع، مؤمنًا بأن الفنّ باقٍ ما بقيت الإنسانية.
والدعوات تتواصل من أصدقائه ومحبّيه أن يمنّ الله عليه بالشفاء العاجل، فهو صوتٌ صادق لم يخن الفنّ يومًا، ولا الوطن.