بوضوح
بقلم / المحرر
ما بين المئة والخمسين والربع المليون ليبي، هو عدد النازحين منذ بداية الحرب على طرابلس في شهر أربعة من العام الماضي.
أطفال منهم من لم يصل الأربعين يوما، وكهول منهم من تخطي الثمانين عاما، ونساء وعجزة، وغيرهم.
هؤلاء جميعا ليس منهم من قرر هذه الحرب، وليس منهم من خطط لها، ولكنهم جميعا هم ضحاياها.
الذي وجد کم مترا لعائلته في إحدى المدارس، أفضل من الذي دخل على المصلين في أحد المساجد يتسول غرفة لأسرته التي مازالت تعيش في سيارة لمدة أسبوعين، وبالتأكيد هم أفضل من الذي لا يملك حتى سيارة يمكن أن يستعملها سكنا.
عشرات الآلاف خرجوا من منازلهم بملابسهم التي على جلودهم، منهم من يعاني أمراضاً مزمنة، ومنهم كباراً يعيشون بالحفاظات.
من هو الذي استفتى هؤلاء الآلاف؟ .. هل هم مع الحرب على طرابلس، أو أنهم مع البقاء في سلام، وأمان، داخل منازلهم؟
من هو الذي طلب حتى نواباً عنهم، يعيشون نفس المعاناة، لكي يسمعوا صوت هؤلاء المنكوبين، حتى الوجع؟
من هو الذي فتح حوار معهم، عن ظروفهم التي يعيشونها، عن بيوتهم التي غادرونها، عن أحوال أطفالهم، عن ذاكرتهم التي افتقدوها؟
غسان سلامة، مجلس الأمن، دول الجوار، وباقي من يتكلمون عن روشيتات الحل السياسي، هل تكلموا مع هؤلاء النازحين؟ وهل أشركوهم في أي من الحوارات التي لم تبدأ في برلين، ولن تنتهي في جنيف؟
أين العالم الذي صدع رؤوسنا بالكلام عن حماية المدنيين؟ .. فهل نظر إلى هؤلاء المدنيين حتی بربع عين؟
لا نريد أن نتكلم عن ضحايا آخرين فقدوا أولادهم، أو ممتلكاتهم، أو أحلامهم التي ليست شاهقة.