يصدر قريبا عن دار شهر يار للنشر والتوزيع .من تأليف: أليكسي كوشيليف،وترجمة: د. رمضان مهلهل سدخان
يسعى هذا الكتاب كما جاء في منشور رسمي على صفحة الدار ؛ لتقديم رؤية لسانية خاصة في العلاقة بين اللغة وطرائق التفكير، ومناقشة جوانب مختلفة (إدراكية، واجتماعية، إلخ) للمنهج النشوئي التركيبي لدراسة المفاهيم البشرية وتطوّرها وتجسيدها للمنهج الذي طرحه المؤلف في كتابه السابق (النظرية النشوئية التركيبية للغة).
وقد حاول المؤلف الإجابة على عدّة أسئلة منها: كيف تنشأ المفاهيم الإنسانية ولغة الفكر عند الطفل؟ لماذا تُكتسب اللغة بعد الفكر وتعتمد عليها؟ لماذا توجد لغات على الإطلاق، ولماذا يوجد الكثير منها؟ ما الوظيفة الأساسية للغة (وهذا ليس تواصلاً وليس فكراً)؟ كيف يجري تعريف المعاني الأساسية للكلمات في لغة الفكر؟ كيف يجري الجمع بين معاني المسند إليه والمسند؟ كيف تختلف المكونات الدلالية والتداولية؟ ما جوهر العلاقة المرجعية لدى فريجه (مشكلة تشومسكي)؟ ما طبيعة الفئات البشرية وينيتها؟كيف تؤثّر الحضارة على الفكر واللغة؟
وقسّم المؤلف كتابه إلى ثلاثة فصول الأول مراجعة تحليلية للأفكار الرئيسة لهذا المنهج. وجرى فيه تقديم الثنائية الأساسية بين: الوحدات “البصرية (الخارجية) والوحدات الإدراكية الوظيفية (الداخلية)”؛ ويناقش الفصل الثاني كيفية تشكيل الأطفال للمفاهيم والعلاقات الهرمية والمقولات (“الألفاظ” المفاهيمية).
أمّا الفصل الثالث فيحلّل كيف تؤثّر حضارة المجتمع على لغته. من الواضح أنَّ تقدّم المجتمع، اللبنة الأساسية للمكوّن الحضاري لثقافته، يعزّز تطوّر مكوّن المحتوى للغة من خلال توسيع نطاق معانيها المعجمية والنحوية. وفي سياق هذا التحليل، ناقش فرضية دانيال إيفريت بقوله إنَّ الحضارة تؤثّر على بنية اللغة. وفي الأقسام اللاحقة، جرى عرض نماذج تطوّر النشاط البشري والاجتماعي. وتتألّف هذه النماذج من ثلاثة مكونات: النشاط(المكوّن الرئيس)، والفكر، واللغة (المكوّنان المساعدان اللذان يضمنان التحقيق الناجح للأنشطة).