منصة الصباح

نساء ليبيات.. بين التحديات المجتمعية وتحقيق الذات

تقرير/ حنان عبدالله كشبة

تواجه المرأة الليبية العديد من التحديات المجتمعية، التي بدورها تؤثر على حياتها..
فهناك قضايا بإمكانها أن تُعيق مسيرة المرأة، كمحدودية فرص العمل، و التمييز، وعدم المساواة..
واليوم، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نحاول أن نسلط الضوء على بعض التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة الليبية، الأم، والمطلَّقة، والعاملة، والمسؤولة..

تحقيق المساواة الكاملة

تعترضُ “وفاء بوجواري“/ مُعدَّة برامج في قناة الوطنية، قائلة:- ” إن فُرص العمل للمرأة مقارنة بالرجال محدودة، خاصة في مجال الإعلام٠٠
وبشكل عام٠٠ فإن المرأة الليبية تُعاني في مجالات متعددة، بما في ذلك التمييز على أساس النوع الاجتماعي، ومحدودية الفرص في المجالات السياسية والإعلامية، والحاجة إلى تعزيز مشاركتها في عمليات صنع القرار، لضمان تحقيق المساواة الكاملة..
ما أتمناه، كإعلامية في مجال حساس بالدولة، هو تعزيز حقوق المرأة في ليبيا، وضمان مشاركتها الفعّالة في المجالات كافة، والعمل على إزالة العقبات التي تحول دون تحقيق المساواة بين الجنسين.”..

“نجمة” وحرمانها من الميراث

في حين تواجه “نجمة .م.م/ 37 عام”، وهي أرملة، وأم لأربعة أطفال، صعوبة في إيجاد فرص عمل لها، بسبب عدم حصولها على تعليم كافٍ..
وعانت “نجمة” بعد وفاة والدها، من حرمانها هي وأخواتها “البنات” من الميراث، حيث قام أخوتها “الذكور”، بتقسيم الميراث بينهم، وتم اقصاؤها من حقّها الشرعي، بحجة ” النساء لايرثن“، لافتة إلى أنها امتنعت عن الذهاب إلى المحاكم للحصول على حقها..

احتياجات النساء ذوات الإعاقة

وكان للدكتورة “ليلى الأوجلي“/ رئيس منظمة “لا للجسور لذوي الإعاقة“، كلمتها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، فقالت:-
“نتوجه بالتحية والتقدير إلى جميع النساء، وخصوصًا النساء ذوات الإعاقة، اللواتي يُشكّلن مصدر إلهام وقوة في مجتمعاتنا.
إن الاحتفال بهذا اليوم يُعد فرصة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها هذه الفئة من النساء، والاعتراف بإسهاماتهن القيمة في مختلف المجالات..
هذه التحديات تؤثّر على حياتهن اليومية، بدءًا من التعليم، وصولًا إلى فرص العمل، والمشاركة في الحياة الاجتماعية.. فقلة من النساء ذوات الإعاقة، تحصّلن على التعليم المُناسب، ما يحدّ من فرصهن في العمل والنجاح..
دعم حقوق النساء ذوات الإعاقة، ليس فقط مسؤولية المجتمع، بل هو أيضًا واجب إنساني.. يجب أن نعمل جميعًا على إزالة الحواجز التي تعيق تقدمهن، سواء كانت حواجز مادية، مثل عدم الوصول إلى المرافق العامة، أو حواجز اجتماعية، مثل الصور النمطية السلبية..
من المهم أيضًا، أن نرفع أصوات النساء ذوات الإعاقة في جميع مجالات الحياة.. يجب أن تكون لديهن منصة للتعبير عن آرائهن، ومشاركة تجاربهن..
إن الاستماع إلى قصصهن، يمكن أن يُسهم في تغيير الصورة النمطية السلبية حول الإعاقة، ويُعزّز من فهم المجتمع لحقوقهن..
يجب أن نتذكر أن النساء ذوات الإعاقة يمتلكن مواهب وإمكانات كبيرة. العديد منهن يتفوقن في مجالاتهن ويحققن إنجازات ملحوظة، سواء في الفن، أو العلوم، أو الرياضة، وإن الاحتفاء بهن يعكس قوة الإرادة والعزيمة التي يتمتعن بها..
كما ينبغي أن ندعم المبادرات التي تركز على تمكين النساء ذوات الإعاقة، مثل البرامج التدريبية، وورش العمل، التي تّعزز مهاراتهن، وتوفر لهن فرص العمل..
يجب أن تكون هذه البرامج متاحة للجميع، وأن يتم تصميمها بشكل يتناسب مع احتياجاتهن..
فلنحتفل بإنجازات النساء ذوات الإعاقة، ولنعمل معًا من أجل عالم أكثر شمولية وعدالة، إن دعمهن هو دعم لمستقبل أفضل للجميع، حيث يمكن لكل امرأة، بغض النظر عن ظروفها، أن تحقق أحلامها، وتُساهم في بناء مجتمع قوي ومزدهر..
دعونا نجعل من هذا اليوم العالمي للمرأة، بداية لرحلة جديدة نحو التغيير، حيث تصبح حقوق النساء ذوات الإعاقة جزءًا أساسيًا من الحوار المجتمعي، بحيث يتم تضمينهن بشكل فعّال في جميع جوانب الحياة، إنهن يستحقن كل الدعم والاحترام، ولنجعل من هذا اليوم فرصة لتعزيز حقوقهن واحتفاءً بإمكاناتهن.”..

هذه أنا.. كابدتُ فنجحتُ ورضيت

فاطمة عبد ربَّه الورفلي“/ سيدة أعمال، ومُرشحة لانتخابات بلدية بنغازي.
تحدثت لنا عن التحديات التي واجتها منذ الصغر، قائلة:- ” ولدتُ حيث ولد أبي في زنقة العويله بسيدي حسين، تاريخي وتاريخ أهلى متجذّر في هذه الأزقة، بين العلوه والدردوحه أماكن ترعرعت بها، ضاجة بالحكايا والتراتيل.. .لم تكن طريقي سهلة وأنا ابنة رجلٍ لايملك من متاع الدنيا إلا خمس بنات، وفقر حال، وغنى نفس، لم أرى مثله أبداً، “ربَّانا وحده ” في ظروف قاسية..
وكان قراري أن أكون الإبن الذي تمناه، ولم يأتِ، يُحارب فقراً، ويبحث عن رقمٍ ليكونه..
اخترتُ الطريق الأسهل لأدخل مجال العمل برخصة دراستي في المعهد القومي للإدارة، وكان لي من أهل الخير أن توسطوا للعمل في الإعلام، ومنه إلى مجلة الثقافة العربية، .هناك وجدت نفسي وشغفي، القراءة والكتب، وبين عمالقة الأدب والكتابة، تربيتُ وقد أُتيحت لي فرصة تطوير نفسي، بأن أكون مسؤولة عن المكتبة الثقافية، قرأت جُلّ الكتب في تلك المكتبة، بل التهمتها التهاماً..
وأكملتُ دراستي بدعم من رئيس تحرير المجلة آنذاك “الدكتور محمد حسن البرغثي”، وأن أدخل عالم الصحافة، وأغطي فعاليات أدبية وثقافية في مجلة الثقافة العربية، وأكون مُحرّرة في عدد من المجلات، منها مجلة “لا”، .ومجلة “شهرزاد”، وأكون مراسلة لمجلة “الكفاح العربي” التي تصدر في بيروت..
ومن وسط كل هذا الزخم الثقافي، كنت أيضًا من ضمن المؤسسين لأول نادي ثقافي رياضي نسائي في بنغازي، وكنت مسؤولة اللجنة الثقافية فيه، النادي كان يتبع وزارة التعليم والتكوين آنذاك، وكان حلمي أن تصدر مجلة لها رؤيتها وبصمتها الخاصة..
وبالفعل كانت مجلة المرايا“، التى ترأست تحريرها، ولاقت نجاحًا كبيراً، وهي مجلة فصلية، صدرت منها “6” أعداد، وتوقّفت لانعدام التمويل..
دخلت عالم الطيران بالصدفة أيضاً، كنت أبحث عن أي شيء يرضيني، ويُحسّن مستواي المادي.. عندما عملت في شركة “مصر للطيران”، وفُتحت أمامي أبواباً لم أكن أعلمها، خاصة وأنني أحببت هذا المجال، وأبدعت فيه، لدرجة أنه عندما كان الحظر الجوي على ليبيا، وخرجت الشركات الأجنبية، تم اختياري لأكون مسؤولة عن مكتب بنغازي لمصر للطيران، هذا فتح آفاقا لي في مجال الأعمال، فاتجهت إلى تأسيس شركة خاصة مجالها سفر وسياحة، وكان ترخيص شركتي يحمل رقم “2” في بنغازي، وكان اسمها “ليبيا للسفر والسياحة”.. ومن خلالها دخلت معترك الأعمال والتجارة، خاصة أنن ليبيا وقتها كانت متجهة للسياحة والانفتاح، كان هذا في منتصف التسعينيات..
ونظراً لأني كنتُ من المغرمين باللغة الإنجليزية، تواصلت مع الشركات المصدَّرة للسوّاح، وكانت أول مجموعة سياحية استقبلتها وأشرفت على رحلتها من خلال شركتي، جاءت من بريطانيا، عن طريق منظمة “برتش ليجين للمحاربين القدامى والمسلمين” بمواقع الحرب العالمية الثانية، فكنا نستقبلهم من مطار الإسكندرية إلى العلمين فطبرق وشحات..
وبعدها دخلت الأسواق العالمية الأخرى، فكنت حريصة في كل عام للاشتراك فى المعارض الدولية الخاصة بالتسويق السياحي، في برلين ولندن وميلانو ومدريد وباريس..
ليبيا هذه الجنة التي نسنكنها، أحبّتني كما أحببتها، وأرتني أجمل ما فيها من حسن.. كل هذا الكفاح لم يكن معبداً بالورد والتسهيلات، بل كان في ظروف صعبة ومستحيلة أحيانا..
فكنت صاحبة أول شركة ليبية تعمل مع الأمريكان وتستقطبهم، بعد أن طلب منا وزير السياحة آنذاك..
كنت أعمل كسفيرة لبلادي، أُظهر الوجه الأجمل فيها، فكان السوَّاح يبعثون لي كتاباتهم عنا في المجلات العالمية، وعن دهشتهم لما رأوه من أخلاق الليبيين وجمال بلادهم..
أصبح شغفي بالنجاح، وهدفي التحصيل المادي، أنتمي لهذه الارض وتنتمي لي..
وأخيرًا.. لدي طموحات سياسية، أو بمعنى آخر الوجود والعمل في المجال التنفيذي، من خلال عملي مع الناس وللناس.. ولازلت أقاوم..
رغم التعب والإحباط والتحديات والخذلان، إلا أنني راضية كل الرضى عن نفسي، بأنني فعلت كل ما بوسعي لأكون أنا بهويتي وشغفي وحبي لجغرافية أنتمي إليها حد الجنون.. هذه أنا..

شاهد أيضاً

ديوان المحاسبة يؤكد أن عمله يقتصر على فحص حسابات الجهات الممولة من الدولة

أكد ديوان المحاسبة أن عمله يقتصر على فحص ومراجعة حسابات الجهات الخاضعة لرقابته الممولة من …