بــــــوضوح
بقلم /عبدالرزاق الداهش
شكرا للأشقاء العرب.. شكرا للإخوة العرب، في المشرق العربي!
رسائلكم وصلت إلينا، ودعمكم وصل إلينا، وحبكم نراه بعيوننا كل يوم، في مقابرنا، وفي مشافينا، وفي ذاكرة حرائقنا المشتعلة.
شاهدتم رؤوسنا تتطاير مع الغبار، وشاهدتم بقع دمائنا تغطي حيطان بقايا بيوتنا المهدمة.
رأيتم منازلنا تأكلها النيران، وشوارعنا تأكلها النيران، ومدارسنا، ورئيتموها وهي تحترق أكثر.
هل استمتعتم بهذه الأفلام الآكشن المشوقة، والخالية من أي خدعة بصرية، أو غير بصرية، عدا الخدعة العقلية؟
الممثلون في هذه الأفلام أشخاص حقيقيون، والحرائق حقيقية، والدمار حقيقي، والدماء ليست حبرا أحمر.
لابد أن تلفزيون الواقع الليبي قد اسعدكم، وجعلكم تنامون مرتاحين، وتحلمون أحلاما وردية، برعاية جثامين أطفالنا.
هذه هي الأخوة العربية، وهذا هو الدعم العربي، وهذا ما ينتظره الليبيون منكم، كإخوة، وأشقاء، (كثر خيركم)!
هل تعرفون أن أفضل مساعدة منكم، وأفضل دعم يمكن أن يأتي منكم، هو ألا تساعدونا، ولا تدعمونا؟
أنتم جزء في كل ما يحدث لنا، فلو لا بنزينكم أنتم، وحطبكم أنتم، ونفخكم في النار، هل كان سيحدث لنا ما حدث؟
اتركونا في حالنا، وابحثوا لكم عن لعبة «فيديو جيم» أخرى غير لعبة ذبحنا، وتشريدنا، (وبهدلتنا).
ألم يكفكم عدد قتلانا، وعدد جرحانا، وعدد نازحينا، وما خلفتموه من كراهية بيننا؟ لتتركونا وحالنا.
جامعة الدول العربية مبروكة عليكم، حتى نصف اجتماع جبر خواطر، على هؤلاء الآلاف من الذين ماتوا، والآلاف من الذين جرحوا، وعشرات الآلاف من الذين نزحوا.
خذوا الجامعة العربية، حولوها إلى حائط صمت عربي، إلى سوق للملابس المستعملة، إلى دورة مياه عمومية.
المهم اتركونا، نحن من دونكم أفضل.