منصة الصباح

نتنياهو‭ ‬يفضح‭ ‬العرب‭!!‬

بقلم/علي مرعي 

مرة‭ ‬أخرى‭ ‬يفضح‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬بعض‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬الذين‭ ‬يتواصلون‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭ ‬،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬فضح‭ ‬الإعلام‭ ‬الصهيوني‭ ‬الزيارات‭ ‬المكوكية‭ ‬لبعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬السعوديين‭ ‬والإماراتيين‭ ‬إلى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وبالعكس‭ ‬،‭ ‬ها‭ ‬هو‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬العدو‭ ‬يصرح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الوقت‭ ‬لم‭ ‬يحن‭ ‬بعد‭ ‬لذكر‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬زرتها‮»‬‭ .   ‬
يفهم‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬نتنياهو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تواصل‭ ‬مستمر‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬العرب‭ ‬والصهاينة‭ ‬وعلى‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬تمهيدا‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التطبيع‭ ‬أولا‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬للالتحاق‭ ‬بركب‭ ‬المطبلين‭ ‬لصفقة‭ ‬القرن‭ ‬الأمريكية‭ .‬
العرب‭ ‬يخفون‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬ولا‭ ‬يبوحون‭ ‬بها‭ ‬أمام‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭  ‬أو‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬للدلالة‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬متمسكين‭ ‬بعدائهم‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭   ‬
وأنهم‭ ‬قلبا‭ ‬وقالبا‭ ‬مع‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬،‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬إن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاعتقاد‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الصحة‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬المناداة‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المجاملة‭ ‬ليس‭ ‬إلا،‭ ‬وأن‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬الصهاينة‭ ‬يعتبر‭ ‬خيانة‭ ‬عظمى‭ ‬،‭ ‬فهو‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الإعلامي‭ ‬المحلي‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬أخرى‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬المركزية‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭.‬
كم‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬ادعى‭ ‬مسؤولون‭ ‬خليجيون‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬مشاكلنا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬هم‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬،‭ ‬وكم‭ ‬مرة‭ ‬ضغطت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬على‭ ‬القيادات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للقبول‭ ‬بالأمر‭ ‬الواقع‭ ‬المفروض‭ ‬،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬أوقفت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬مساعداتها‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بهدف‭ ‬الضغط‭ ‬عليه‭ ‬ليضغط‭ ‬على‭ ‬قياداته‭ ‬للقبول‭ ‬بالحلول‭ ‬المطروحة‭ .‬
إن‭ ‬اللعبة‭ ‬الخبيثة‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬ومن‭ ‬ورائهما‭ ‬البحرين‭ ‬يدل‭ ‬دلالة‭ ‬صريحة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬قد‭ ‬تبنت‭ ‬الترويج‭ ‬للخطة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬الضغوطات‭ ‬المادية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬على‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬الفقيرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعلان‭ ‬موقفها‭ ‬المؤيد‭ ‬لصفقة‭ ‬القرن‭ .‬
الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬بتكثيف‭ ‬اتصالاته‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬العرب‭ ‬سرا‭ ‬وعلانية‭ ‬لتبني‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬حيال‭ ‬قضية‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والصهاينة‭ ‬وإقناعهم‭ ‬بطرح‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬اختزل‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بدويلة‭ ‬على‭ ‬بضع‭ ‬كيلو‭ ‬مترات‭ ‬متقطعة‭ ‬الأوصال‭ ‬معدومة‭ ‬السيادة‭ .  ‬
يبدو‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬سيفلح‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬هؤلاء‭ ‬العرب،‭ ‬والدليل‭ ‬تلك‭ ‬الزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬بين‭ ‬الصهاينة‭ ‬وبعض‭ ‬العرب‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬الالتقاء‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬بعيدة‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬نتنياهو‭ -‬البرهان‭ .  ‬
مسألة‭ ‬اللقاءات‭ ‬الصهيونية‭-‬العربية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬سرا‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬تعمد‭ ‬العرب‭ ‬إخفاؤها‭ ‬فإن‭ ‬الإعلام‭ ‬الصهيوني‭ ‬جاهز‭ ‬للبوح‭ ‬بها،‭ ‬وكأنها‭ ‬سياسة‭ ‬ممنهجة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬لتوريط‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬ووضعها‭ ‬أمام‭ ‬خيارين‭ ‬،‭ ‬إما‭ ‬الانصياع‭ ‬والقبول‭ ‬بالشروط‭ ‬الصهيونية‭ ‬أو‭ ‬افتضاح‭ ‬أمرهم‭ ‬أمام‭ ‬شعوبهم‭ ‬‭.   ‬
العرب‭ ‬للأسف‭ ‬لم‭ ‬يتعلموا‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬المكر‭ ‬والدهاء‭ ‬الصهيوني‭ ‬،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬مسؤول‭ ‬عربي‭ ‬تم‭ ‬توريطه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الموساد‭ ‬الصهيوني‭ ‬،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬مسؤول‭ ‬عربي‭ ‬تم‭ ‬تجنيده‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الصهيونية‭ ‬،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬افتضح‭ ‬أمرها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الصهاينة‭ ‬أثناء‭ ‬حرب‭ ‬2006‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬بعض‭ ‬العرب‭ ‬يراوغون‭ ‬،‭ ‬ففي‭ ‬العلن‭ ‬هم‭ ‬مع‭ ‬الثوابت‭ ‬القومية‭ ‬لهذه‭ ‬الأمة‭ ‬وفي‭ ‬السر‭ ‬يتصلون‭ ‬ويلتقون‭ ‬وينسقون‭ ‬ويطبعون‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ . ‬

 

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …