منصة الصباح

“نبّو شوية عقل”

بوضوح

بقلم / عيد الرزاق الداهش

لا نندهش، وبالأحرى لا نرتعب، لو سمعنا بأن رقم المصابين بفيروس كورونا قد طار إلى خمسين، وحتى أكثر من مئة، قبل نهاية الأسبوع، أو حتى بعد يومين.

هناك حالات إصابة وافدة، واحتمال وجود عدوى أفقية، يصعب معها تعقب مصدر هذه العدوى.

نحن الآن في مرحلة مكافحة التفشي، و75 بالمئة على المواطن، والباقي على السلطات الصحية للدولة.

عندما ينقل شخص العدوى لعشرة، فكل واحد من العشرة سينقله إلى عشرة، وهكذا في متواليات هندسية.

المشكلة أن العدوى تنتقل بين مصابين لم تظهر عليهم الأعراض، وهكذا يحدث انتشار صامت للفيروس، حتى نجد انفسنا ذات حقيقة صعبة، أمام أرقام صادمة.

لا توجد دولة جاهزة لهذا الفيروس، دول صناعية عظمي تعاني من عجز في توفر اجهزة التنفس الصناعي، وحتى مستلزمات الوقاية.

المهم أن كورونا لا تقتحم بيت أحد، فمن لا يذهب إليها لن تأتي إليه، لذا فالوقاية، ثم الوقاية، ثم الوقاية، ثم الدولة.

التجمعات التي حدثت أمام المصارف سلوك متهور، حفل زفاف في اربد الأردنية جعل المدينة بؤرة للفيروس، ومسيرة نسوية بمناسبة عيد المرأة في اطاحت باسبانيا أمام الفيروس.

وضع علامات للوقوف الآمن في المصارف ليس حلا، فماذا لو تم تزويد هذه المصارف، وكل مناطق الاختلاط بوسائل الوقاية، كمامة، قفاز، وبدل أن يكون شرطي يراقب الطابور، يكون ممرض؟

لا يمكن أن نحول دون تفشي الوباء، إلا بالتعاون، إلا بتقدير المسؤولية، إلا بالفهم، فلا نخاف ونرتبك، ولا نتهور، وننكسر.

رئيس الحكومة البريطانية مصاب بالفيروس ويدير عمله من بيته، أمراء، ووزراء، وشخصيات عامة، اصيبوا، وعلينا أن ندير معركتنا مع كورونا، ولا نجعلها تديرنا، ولا نستخف بها.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …