منصة الصباح

ناغورني قره باغ ..معارك عنيفة في والصليب الأحمر الدولي يحذّر

 

الصباح/أ ف ب: شهدت ناغورني قره باغ معارك عنيفة الثلاثاء بين القوات الانفصالية الأرمنية والجيش الأذربيجاني في تجاهل للهدنة الإنسانية، ما أثار غضب الصليب الأحمر الذي يعتبر أن “مئات آلاف” الأشخاص تأثروا بالنزاع.

وكما يحصل منذ بدء المعارك في 27 أيلول/سبتمبر، يتبادل الطرفان المسؤولية عن الأعمال الحربية التي اسفرت عن حوالى 600 قتيل، بينهم 67 مدنيا، وفقا لتعداد جزئي. ولم تعلن أذربيجان عن أي قتلى في صفوف قواتها.

ولليوم الرابع على التوالي ورغم الدعوات من جانب موسكو والدول الغربية، بقي وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض بشأنه في روسيا وكان يُفترض أن يدخل حيّز التنفيذ منذ السبت، حبراً على ورق.

وقال مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة أوراسيا مارتن شويب في بيان “اليوم، بعد أسبوعين من المعارك العنيفة التي للأسف لا تزال تتكثّف (…) نرى أن هناك مئات آلاف الأشخاص تأثروا في المنطقة”.

ويشير إلى أن المحادثات لا تزال جارية من أجل التوصل إلى تبادل جثث وأسرى بين الطرفين، وهو أحد أهداف الهدنة التي لم تطبّق.

واتهم المسلحون الانفصاليون في ناغورني قره باغ الجيش الأذربيجاني بشن هجوم ثلاثي في الجنوب والشمال والشمال الشرقي للإقليم المعلن من طرف واحد.

– مأزق دبلوماسي وعسكري –

وأكدت باكو، من جهتها، أنها “تحترم وقف إطلاق النار” لكن الانفصاليين الأرمن أطلقوا النار على مناطق وغورانبوي وترتار وأغدام الأذربيجانية.

ويبدو أن أذربيجان سيطرت على بعض الأراضي خلال أكثر من أسبوعين من المعارك، من دون التمكن من تحقيق تقدم كبير مقابل الانفصاليين الذين يسيطرون على الجبال.

ويرى الخبير في المركز الجورجي للتحليل الاستراتيجي غيلا فاسادزي أن “أذربيجان سجّلت بعض الانجازات العسكرية، لكن باكو بعيدة كل البعد عن السيطرة على قره باغ”، مشيراً إلى “مأزق دبلوماسي وعسكري”.

في مناطق ترتار (الجبهة الشمالية)، شاهد فريق وكالة فرانس برس القوات الأذربيجانية تقصف الجبال حيث تتمركز القوات الأرمنية التي تطلق النار على المنطقة.

في قبو مظلم، يختبئ حوالى عشرين أذربيجانياً. ويروي عاكيف اسلاميف (62 عاماً) “نحن هنا منذ 16 يوماً، يقصفوننا كل يوم رغم وقف اطلاق النار. أمس واليوم، من دون توقف”.

ويشبه هذا المشهد مشاهد أخرى رآها صحافيون في فرانس برس في الأسبوعين الماضيين من الجانب الأرمني من الجبهة، حيث يختبئ أيضاً مدنيون في الملاجئ.

من ستيباناكرت عاصمة الإقليم الانفصالي، كان بالامكان أيضاً رؤية مدفعية تقصف على الجبهة الجنوبية.

وانفصل إقليم ناغورني قره باغ ذات الغالبية الأرمنية، عن أذربيجان بعد حرب أوقعت 30 ألف قتيل في تسعينات القرن الماضي. والمعارك الجارية حاليا هي الأخطر منذ وقف إطلاق النار المعلن عام 1994.

وبعد ثلاثين عاماً من مأزق دبلوماسي، تعهّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف استعادة السيطرة على المنطقة.

– ورود حمراء ودمى محشوة –

ويتبادل الطرفان التهم باستهداف عمداً مناطق مدنية وارتكاب جرائم حرب واستخدام قنابل عنقودية، وهو سلاح محظور.

في غاندجا، ثاني مدن أذربيجان حيث دُمّر مبنى ما تسبب بمقتل عشرة أشخاص الأحد، كان عدد من السكان يضعون وروداً حمراء ودمى محشوة على مقربة من الأنقاض.

وإضافة إلى احتمال حصول أزمة إنسانية، هناك خشية لدى المجتمع الدولي من تدويل هذا النزاع، إذ إن أنقرة تشجع باكو على الهجوم وموسكو ملتزمة بمعاهدة عسكرية مع يريفان.

وتُتهم تركيا بإرسال مقاتلين موالين لها من سوريا للقتال إلى جانب الأذربيجانيين، وهو ما تنفيه باكو.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن مقتل 119 مسلحا سوريا مواليا لأنقرة على الأقل منذ بداية المواجهات من أصل 1450 المنتشرين في قره باغ.

من جهته، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء أرمينيا وأذربيجان إلى “احترام التزامهما بوقف اطلاق النار” في قره باغ و”الكفّ عن استهداف المناطق المأهولة”. وقال “نندّد بسقوط الأرواح ونبقى مصممين على التشجيع على الحلّ السلمي”.

وحتى الآن، تجنّبت أرمينيا وأذربيجان مواجهة مسلحة مباشرة، خارج قره باغ.

في سياق متصل، بات تفشي فيروس كورونا المستجدّ في المنطقة يثير قلق منظمة الصحة العالمية التي سجّلت ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات بالمرَض.

وقال متحدث باسم المنظمة طارق جسارفيتش في مؤتمر صحافي في جنيف إن “تعبئة القوات وانتقال السكان، كل ذلك يساعد في انتشار الفيروس”.

 

شاهد أيضاً

بلدي زليتن يناقش إزالة التعديات على خط الغاز

ناقش عميد بلدية زليتن مفتاح حمادي، آليات إزالة التعديات على خط الغاز الممتد من مصنع …