منصة الصباح
ناسا تكتشف "القوة الخفية" التي تعيد تشكيل فهمنا للرياح الشمسية والطقس الفضائي

ناسا تكتشف “القوة الخفية” التي تعيد تشكيل فهمنا للرياح الشمسية والطقس الفضائي

  في اكتشاف قد يجبر العلماء على مراجعة نماذجهم للطقس الفضائي بشكل جذري، تمكن فريق دولي من العلماء بقيادة معهد ساوث ويست للأبحاث (Southwest Research Institute) من رصد مباشر ومفاجئ لما يُعرف بـ “أيونات الالتقاط” في الرياح الشمسية.

تُعد هذه الأيونات، التي تنشأ من الوسط بين النجمي البعيد، بمثابة “القوة الغامضة” التي تساهم بشكل كبير في تسخين وتطور البلازما الشمسية قرب الأرض.

اعتمد هذا الاكتشاف المحوري على البيانات التفصيلية التي جمعتها مهمة رصد الأيونات الالتقاطية (Capture Ion Observation Mission)، التي أطلقتها وكالة ناسا (NASA) عام 2015. وقد سمحت المركبات الفضائية الأربع التي تدور حول الأرض في تشكيل هرمي دقيق بالتقاط تفاصيل دقيقة لتجمعات هذه الأيونات عند حدود الغلاف المغناطيسي، وكشفت نتائج الرصد عن سلوك لم يكن متوقعاً لهذه الجسيمات. فأيونات الالتقاط هي ذرات محايدة من أصل بين نجمي، تتأين في الغلاف الشمسي عن طريق الأشعة فوق البنفسجية أو التفاعل مع الرياح الشمسية، وبعد التأين تنجذب مع الرياح الشمسية لتكوّن تجمعاً بلازمياً ذا خصائص مختلفة تماماً عن بلازما الرياح الشمسية الاعتيادية، حيث أكد الرصد أن هذه الأيونات تنجرف بشكل ملحوظ عبر الرياح الشمسية بالقرب من الأرض.

نُشرت نتائج الدراسة مؤخراً في دورية “جورنال أوف فيزيكس ريسرش” (Journal of Physics Research)، حيث خلصت إلى أن هذه الجسيمات، التي كانت تُعد سابقاً عوامل ثانوية، تلعب دوراً محورياً في تسخين الرياح الشمسية وتطورها. ووفقاً للدكتور مايكل ستاركي من معهد ساوث ويست للأبحاث وقائد الفريق البحثي، فإن “نتائج دراستنا تشير إلى أن تلك الأيونات قادرة بالفعل على توليد موجات في الرياح الشمسية بالقرب من الأرض، مما يحفز الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات الإحصائية لهذه العمليات”. ويضيف الدكتور ستاركي أن أيونات الالتقاط “قد تلعب دوراً أكبر في تسخين الرياح الشمسية بالقرب من الأرض وزيادة درجة حرارتها مما كان يُعتقد سابقاً، الأمر الذي سيكون له آثار كبيرة على نماذج الرياح الشمسية في جميع أنحاء الغلاف الشمسي”.

ولفهم ما يحدث قرب الأرض بشكل أعمق، قام الفريق البحثي بنمذجة مكونات أيونات الالتقاط وتحليلها، حيث تم تحديد المجموعات التي قد تكون مسؤولة عن نشاط الموجات المرصودة. وتوصل الباحثون إلى أن بعض الموجات المرصودة في الرياح الشمسية تتكوّن غالباً من أيونات ناتجة عن مركبات الهيليوم والهيدروجين البلورية. لكن رغم هذا التقدم، يواجه الفريق تحدياً في تحديد نوع الأيونات المسؤولة بدقة بسبب محدودية الأجهزة الحالية، مما دفعهم للمطالبة بتطوير أدوات أكثر حساسية وتوسيع نطاق التحليل الطيفي الكتلي. هذه التحسينات ضرورية وستساعد على كشف كيفية تفاعل الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس مع المجال المغناطيسي للأرض والغلاف الشمسي المحيط بها، وبالتالي ستؤدي إلى مراجعة شاملة لـ “نماذج الطقس الفضائي”، التي تُعنى بالتنبؤ بتأثير الشمس على الغلاف الجوي الأرضي وشبكات الاتصالات والأقمار الصناعية.

شاهد أيضاً

لا تغسلوا الدجاج النيئ: عادة "نظافة" قد تنشر بكتيريا السالمونيلا في مطبخك

 لا تغسلوا الدجاج النيئ: عادة “نظافة” قد تنشر بكتيريا السالمونيلا في مطبخك

رغم أنها عادة متوارثة لدى الكثيرين، حسمت أخصائية التغذية العلاجية، نور الجاكوش، الجدل المثار حول …