عبدالرزاق الدّاهش
عددُ العاملين بقطاع السياحة لدينا، أضعاف نُظرائهم بفرنسا أو اسبانيا..
عدد سوّاح مدينة مثل برشلونة يصل الستين مليون سنوياً، وباريس يتجاوز الخمسين..
أما عدد سوّاح ليبيا، إذا استثنينا سياحة تهريب الوقود، والسيارات المستعملة، لا يتجاوز بضعَ مئات..
ما يُنفق على الثروة البحرية في ليبيا، كمرتبات، يمكن أن يوفّر لليبيين ما يحتاجونه من أسماكٍ بالمجان مع خدمة توصيل..
عددُ العاملين بمركز ثقافي يلامس الألف، بينما المترددون لا يتجاوز تسعة، ولم يدخل له كتابٌ جديدٌ منذ أكثر من عشرة أعوام..
وهكذا، على منطق الحق في التعيين، صار رقم الموظفين يُحلّق فوق سماء المليونين ونصف..
ولعلَّ ليبيا هي الوحيدة في العالم التي يُشكّل موظفوها ثُلث سكانها، وجميعهم على أول، وآخر مربوط درجة النفط..
في العالم هناك حقٌّ في الدخل، وفي ليبيا الحق في المرتب، حتى باتت المؤسسات العامة معسكراتٍ للعاطلين..
في العالم من وظائف الدولة، تحسين سوق العمل، وفي ليبيا الدولة سوق عمل..
وفي العالم تُكيَّف مُخرجات التعليم حسب متطلبات سوق العمل، وفي ليبيا يُكيَّف سوق العمل وفق مُخرجات التعليم..
فمن يفتحُ ملف: ليبيا ما بعد النفط؟