آية زايد / الصباح
تُعاني شواطئ طرابلس من كارثة بيئية حقيقية جراء التلوث المتزايد الذي يهدد سلامة البيئة البحرية والساحلية، ويُلحق الضرر بالتنوع البيولوجي البحري، ويُعيق النشاطات الاقتصادية ويُشكل خطرًا على صحة الإنسان والتأثير على السياحة.
وعلى الرغم من أن شواطئ ليبيا تعد وجهة سياحية مهمة، لكن تلوثها يُهدد بتراجع السياحة وفقدان مصدر هام للدخل.
رأي الشارع
وفي هذا الصدد أعرب الكثير من الليبيين عن غضبهم وإحباطهم من تفاقم ظاهرة تلوث الشواطئ، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة تُشكل خطراً على البيئة البحرية وعلى صحتهم وسلامتهم.
ولفت المواطنون في تدوينات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن الظاهرة مستمرة منذ سنوات دون محاولة إيجاد حلول لها.
الإصحاح البيئي
في المقابل صرح مدير إدارة شؤون الإصحاح البيئي حسن الوصارة بأن أحد الأسباب الرئيسية لتلوث الشواطئ هي مياه الصرف الصحي، حيث تُعدّ تصريفات مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر أحد أهم مصادر التلوث، مضيفا أن جميع محطات معالجة الصرف الصحي متوقفة لذلك يتم التصريف مباشرة في البحر.
وعدّد الوصارة أنواع تلوث مياه الشواطئ موضحا: النوع الأول تلوث ميكروبي الناتج عن عدم المعالجة والنوع الثني تلوث كيميائي الناتج عن مواد التنظيف والتطهير التي يتم استخدامها في المنازل.
وأفاد أن العينات التي تم سحبها أكدت وجود تلوث ميكروبي وكيميائي وبناء علي هذه النتائج أصدر رئيس الحكم المحلي وعميد بلدية طرابلس بمنع السباحة في شواطئ طرابلس
وأشار الوصارة إلى أنه تم اعتبار طرابلس بالكامل تقريبا غير صالحة للسباحة لوجود خمس مخارج تصريف فيها هي مخرج سوق الثلاثاء ومخرج السندباد ومخرج الميناء ومخرج النوفليين ومخرج فندق كورنثيا.
وقدم مدير إدارة شؤون الإصحاح البيئي الحلول للحد من تلوث مياه الشواطئ، وهو إنشاء مزارع استخدام مياه الصرف الصحي طبق المواصفة الليبية الخاصة بتصريف الاستخدام الزراعي، أو إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي ومنع تصريفها مباشرة في البحر، على أن يكون أنبوب تصريف المياه على مسافة لا تقل عن ألف متر داخل البحر بعد المعالجة.
ونوه الوصارة على المخاطر الصحية لهذه الشواطئ على صحة الإنسان، تتمثل في أنها قد تسبب أمراضًا جلدية خاصة عند الاطفال وعند الكبار عند ابتلاع المياه اثناء السباحة وتسبب امراض في الجهاز الهضمي وأمراضًا أخرى.
دراسات
وأكدت دراسات علمية تسبب تلوث الشواطئ العديد من الآثار السلبية على البيئة أهمها: موت الكائنات البحرية بسبب تراكم المواد الضارة في الماء، مما يُسبب اختناقها أو تسممها وتدمير الشعاب المرجانية التي تُعد من أهم مكونات النظم البيئية البحرية، وتُوفر مأوى للعديد من الكائنات البحرية.
يُطالب الكثير من الليبيين الجهات المسؤولة باتخاذ خطوات جادة لمكافحة تلوث الشواطئ مشكلة خطيرة تتطلب حلولًا عاجلة، لذا تتزايد مطالبات الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص بالعمل معًا لمعالجة هذه المشكلة وحماية البيئة البحرية في ليبيا.