طرابلس 13 أبريل 2019
قال وزير شؤون أسر الشهداء والجرحى والمفقودين المتحدث الرسمي باسم حكومة الوفاق الوطني السيد “مهند يونس”: كنا نتمنى أن يكون هذا المؤتمر الصحفي غداً وبعد غد، في مدينة غدامس حتى نطلع الليبيين على نتائج الملتقي الوطني الجامع الذي كان مقررا له جمع كافة الليبيين على كلمة سواء، ولكنه قوّض بعد أن تداعت عليه عدة دول ودويلات اختلفت مصالحها وتوحدت أهدافها بعدم استقرار الدولة الليبية مستخدمة المدعو خليفة حفتر الذي زج بأبناء الوطن في اتون حرب لا خاسر فيها الا الدولة الليبية، مستخدماً فيها القصر من الشباب الليبي الذين تعول عليهم البلاد في النهوض والتقدم الى المكانة المرجوة لها.
وأوضح السيد “مهند يونس” خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم السبت بالمركز الإعلامي لرئاسة الوزراء، أن حرب نتج عنها نزوح الاف المواطنين من مساكنهم وقتل المدنيين ومحاولة تعطيل المرافق الحيوية للدولة، مضيفا إلا أن ما شهدناه أمس من تحرك الجموع في الميادين لتعبيرهم عن رفضهم للاعتداء على العاصمة، وعسكره الدولة، وتمسكهم بالدولة المدنية، هوا خير دليل على تمسك الشعب الليبي بالمسار الديمقراطي.
وأفاد السيد “مهند”، أن السيد رئيس المجلس الرئاسي على تواصل، مستمر مع أغلب قادة دول العالم، وكل البيانات والتصريحات الصادرة عن المسؤولين في دول العالم تدين وبشدة الهجوم الغادر على طرابلس، وتؤكد تلك الدول على أن هذا الاعتداء غير مقبول، ويعتبر تقويض للحل السياسي، وأنه لا يمكن أن يكون هناك حل غير الحل السلمي في ليبيا .
وتابع أن حكومة الوفاق الوطني، طالبت الجميع بأن يكونوا عادلين في مواقفهم، فلا يمكن مساواة المعتدي بمن يدافع عن المواطنين، ويسعى للوصول الى دولة مدنية، مؤكدا أن حكومة الوفاق الوطني على ترحيبها بوقف إطلاق النار، ولكن ذلك لا يعني قبولها ببقاء الوضع على ما هو عليه، بل يجب ان ترجع القوات الغازية من حيث انطلقت او مره، وتؤكد على أن الحديث عن أي حلول سياسية على نفس القواعد السابقة هو أمر قد عفا عنه الزمن.
وفي نفس السياق قال المتحدث باسم حكومة الوفاق الوطني: اجتمع السيد رئيس المجلس الرئاسي اليوم بالمبعوث الأممي ونائبته، لاطلاعهم على مستجدات الوضع حول العاصمة، وأبلغهم أن القوات التابعة لخليفة حفتر مازالت مستمرة في استخدام الطيران، والقصف العشوائي لمناطق مدنية كان أخرها قصف مدرسة بمنطقة عين زارة، مضيفا أن المبعوث يؤكد على رفضه التام لما يجري، وخصوصا الاعتداء على المدنيين، واستمرار الجهود الدولية لأنهاء الحرب.
وأكد السيد “مهند يونس” أن الجيش الليبي في تقدم مستمر، على جميع المحاور، وتمكنت من دحر القوة المعتدية، والقيادة العسكرية، أعلنت يوم أمس، الانتقال من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم، بالإضافة إلى أن الجيش الليبي تمكن خلال الأيام الماضية من صد الهجوم وتكبيد المليشيات المعتدية خسائر فادحة، واسر المئات من قواتها، ولاتزال قواتنا تحقق انتصارات وتكسب مواقع جديدة على الارض.
وعبر المتحدث الرسمي، عن أسفه بارتكاب القوات المعتدية العديد من جرائم الحرب، والمتمثلة في قصف المدنيين، والاستهداف المباشر لسيارات الإسعاف، والاطقم الطبية، ومنتسبي جهاز الإسعاف، كما قامت بقصف المدارس والمطارات المدنية مؤكدا أنه قد تم قصف مركز إيواء لهجرة غير الشرعية، مشيرا أنه تم توثيق كل هذه الجرائم بالإضافة الى جريمة تجنيد الأطفال في الحرب، وستتخذ كافة الاجراءات القانونية محلياً، ودولياً حيال هذه الوقائع.
وأكد أنه لا يزال طيران المليشيات المعتدية يحاول قصف مواقع مدنية اخرى ولا تزال قواتنا تتصدى له.
أما فيما يتعلق بشؤون الجرحى، قال السيد “مهند يونس” : إن الحكومة وفرت كافة السبل لمعالجة الجرحى من القوات المسلحة الليبية، سواء في الداخل والخارج، وتعمل على تقديم العناية الكاملة لهم.
وأضاف، بالتزامن مع عملها في التصدي للهجوم الغادر على العاصمة طرابلس، فإن حكومة الوفاق الوطني تمارس دورها في تقديم الخدمات للمواطنين، وتم تشكيل لجنة للخدمات العامة تتابع سير تقديم الخدمات للمواطنين، بما يكفل استمرار الحياة بشكل طبيعي في الجانب الصحي المرافق الصحية تعمل بشكل منتظم، باستثناء المستوصفات الواقعة في نطاق الاشتباكات، مؤكدا أن الأدوية، والمشغلات، والتطعيمات متوفرة في كافة المرافق الصحية.
وأشار المتحدث الرسمي باسم الحكومة إلى وضع المطارات رغم تعرض مطار معيتيقة للقصف الجوي يوم الاثنين الماضي أثناء التحضير لإقلاع ثلاثة طائرات بكامل ركابها في سابقة خطيرة تمثل جريمة حرب، إلا أنه وبفضل جهود الوطنيين، فقد تم إعادة تشغيل المطار، وتم اللجوء الى تحديد مواعيد الطيران في الفترة الليلية تجنباً لمحاولات القصف.
وفي ختام المؤتمر الصحفي أشار السيد “مهند يونس” إلى النازحين كنتيجة للهجوم والقصف العشوائي واستهداف المدنيين، فقد نزح ألاف المواطنين من منازلهم، حيث تجاوز عدد النازحين المسجلين 3000 مواطن، في حين أن النازحين غير المسجلين المستضافين لدى أقاربهم يتجاوز هذا العدد بكثير، كما تم تسجيل نزوح 275 شخص من العمالة الوافدة.