منصة الصباح

 مهرجان فينيسيا السينمائي

حـديـث الـثلاثـاء

مفتاح قناو

يعتبر مهرجان فينيسيا الايطالي أقدم مهرجانات السينما العالمية، فهو أقدم من مهرجان كان الفرنسي، والأوسكار الأمريكي، وقد اختتم دورته رقم 79 يوم السبت الماضي 10 سبتمبر 2022م، وكان المهرجان قد انطلق في عام 1932م، وما يهم في الموضوع هو أن مؤسس وراعي المهرجان في دوراته الأولى هو نفسه الوالي الايطالي جوسيبي فولبي الذي منحه ملك ايطاليا لقب (كونت دي مصراته) والذي أقام لسنوات طويلة في شارع سيدي خليفة بطرابلس، في البيت الذي عرفه سكان طرابلس بقصر الكونتيسا بعد أن أقامت فيه ابنته من بعده.

 

جوسيبي فولبي من مواليد مدينة فينيسيا وكان من عشاق فن السينما لذلك أصر عند عودته إلى بلاده على خلق هذا المهرجان وأختار له (شاطئ جزيرة الليدو) وهي إحدى جزر مدينة فينيسيا البحرية الجميلة والتي تمتاز بطول شواطئها الرملية، وقد اختار فولبي نهاية أغسطس 1932م لتكون انطلاق الدورة الأولى للمهرجان التي أقيمت في الهواء الطلق، وأصر خلالها على حضور أغلب نجوم السينما في العالم ذلك الوقت.

كانت مشاركة الأفلام في الدورة الأولى من المهرجان دون رقابة على الإطلاق برغم سيطرة موسوليني والحزب الفاشي على ايطاليا، ولم تكن هناك شروط تتعلق بطول الفيلم أو ضرورة وجود ترجمة إيطالية، كما سُمح بعرض الأفلام ناطقة بلغاتها الأصلية.

وقد حضر مخترع السينما الفرنسي لويس لوميير الذي أخترع آلة (السينماتوغراف) الدورة الأولى للمهرجان كضيف شرف بدعوة خاصة من رئيس المهرجان الكونت فولبي، كما عرضت في المهرجان أفلام من الاتحاد السوفيتي برغم العداء الكبير بين النظم الفاشية والشيوعية في ذلك الوقت.

جائزة المهرجان الأولى في ذلك الوقت كانت ( كاس فولبي، Coppa Volpi )، ثم تغيرت لتصبح الأسد الذهبي.

الدورة الأخيرة التي انتهت منذ ثلاثة أيام فاز فيها بجائزة الأسد الذهبي الفيلم الأمريكي الوثائقي (كل الجمال وسفك الدماء ) للمخرجة الأمريكية (لورا بويتريس)، ولأول مرة يفوز فيلم وثائقي بهذه الجائزة.

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …