منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
ألقت النيابة العامة القبض على مواطن ليبي دهس مهاجرة رمت سيارته بحجر، وقد خالف كلاهما القانون؛ إذ لا يبيح القانون الليبي استيفاء الحق باليد، ولا التعسف في استعماله، ولا استخدام العنف بما يسبب ضررًا للغير. وأتمنى ألا يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن يمتد ليشمل حماية المواطن الليبي أيضًا، خاصةً مع انتشار عدة فيديوهات على فيسبوك تُظهر مهاجرين في حالات نفسية أو عقلية مضطربة يقطعون الطريق دون حذر، ويرمون المارة بالحجارة، ويعتدون عليهم، بل ويتبادل بعضهم معهم السب والشتم. وهذا أمر لا يليق ببلادنا ولا يمكن القبول به في دولة تُنفق خزينتها الملايين لتنظيم ملف الهجرة والحد من آثارها السلبية على المهاجر والمقيم على حد سواء. غير أن كثيرين، في خضم السعي لإرضاء المجتمع الدولي، يخلطون بين المفاهيم ويربطون مسألة حقوق الإنسان بالمهاجر فقط، دون أدنى اعتبار لصاحب الأرض والمقيم عليها إقامة قانونية.
يفترش أطفال غير ليبيين لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات الرصيف الفاصل بين مساري الطريق الرئيسي الرابط بين ميدان القادسية وتقاطع الظهرة–الدهماني، يبيعون زجاجات المياه صيفًا وشتاءً. والرصيف جُعل للعبور لا للإقامة، والأطفال مكانهم البيت ثم المدرسة وليس الطريق العام. هذا الفعل مخالف للقانون ويعرض سلامة الأطفال ومستعملي الطريق العام للخطر؛ فلو صدمت سيارةً أحدهم، لتغيّر مسار حياة السائق من بيته أو عمله إلى مركز الشرطة ثم السجن، ولظهرت لاحقًا عائلة الطفل مطالبة بثمن العلاج أو الدية، رغم أنها المسؤولة عما حدث له بسبب تقصيرها في رعايته وإبقائها له طول اليوم في الشارع بين السيارات، فضلًا عن المسؤولية التقصيرية التي تتحملها الأجهزة الأمنية، وفي مقدمتها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية.
إن وجود طفل على هذا الرصيف يوميًا من العاشرة صباحًا حتى الليل يُعد شكلًا من أشكال التشرد والتسول المقنّع. ولا أجد أي مبرر لتساهل الأجهزة الأمنية وغياب دور وزارة الشؤون الاجتماعية واللجنة العليا للطفولة ومكتب اليونيسيف والمنظمة الدولية للهجرة.
سلامة الليبيين على الطرق العامة في خطر، وانجرارهم للرد بعنف على أي اعتداء، في ظل التوجيه الفيسبوكي للرأي العام حول ملف الهجرة والتوطين، من شأنه أن يزيد الأمر سوءًا، ويضع المواطن والمهاجر بين المطرقة والسندان.
