بوضــــوح
بقلم :عبدالرزاق الداهش
مهما يكون التعليم مكلفا، سيبقى الجهل أكثر كلفة. أما الفاتورة الأعلى فهي تلك التي ندفعها على تعليم بدون جودة، وبدون جدوى.
فسواء أن حرقنا المكتبات، أم لم نفتح كتابا ، فالمحصلة واحدة في كلتا الحالتين.
جودة التعليم.. التحصيل العلمي.. إنتاج الكفاءات، الرأس مال البشري، بناء القدرات، ليست مجرد مفردات من قاموسنا اليومي، إنه (دوسيه) كبير أسمه التعليم العالي، الذي بالتأكيد ليس مجرد جامعات، ومعاهد عليا، وبعثات دراسية لكل بلدان العالم بما في ذلك الأكثر تخلفا، وشهادات تمنح، ولا تمنح
التعليم العالي هو فن صناعة الرأسمال البشري، أما غير ذلك فسيظل مجرد نافذة مفتوحة للإنفاق من الخزينة العامة، بعيدا عن سؤال مهم وهو: ما هي محصلة ذلك؟ وما جدوى ذلك؟
فما الجدوى من تعليم ليس إلا محاضن لتفريخ الأميين مهنيا؟
وما الجدوى من تعليم ليس إلا زيادة لعدد حملة الشهادات العليا، دون قيمة مضافة للاقتصاد الوطني؟
وعندما نسأل عن الكونغو، وسنغافورة، أيهما الأكثر ثراء، وأيهما الأكثر فقرا، فستكون كلمة السر هي التعليم.
التعليم وحده هو الذي يجعل السنغافوري يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، في بلد فقير من حيث الموارد الطبيعية.
وغياب التعليم يجعل الكونغولي يسير حافيا وتحت قدميه مستودعات الذهب.
الإنسان هو (مسترکي) في كل مرة، وهو الهدف والنتيجة.
ولهذا السبب يطالب اقتصادي أمريكي بوزن “ثودير شولتز” بتقييم مهارات العاملين كجزء من رأس مال المنشأة الاقتصادية.
وللسبب نفسه يحثنا رجل بحجم «أدم سميث»، على أعداد الفرد ليكون موردا ماليا وعلميا.
فهل فهمنا أن (مستر کي) ليس المؤسسة الوطنية للنفط؟