منصة الصباح

من فارس إلى ماجد: “الحرّيف لا يخسر أبدًا”

 

ينتمي إلى الواقعية السحرية، برؤية هادئة لا صخب فيها، يبدأ الفيلم بمشهد نور خالد النبوي “ماجد” مع زملائه في ملعب للمدرسة الدولية التي يدرس فيها ويلعب ضمن فريقها لكرة القدم ، بعدها يُدخلنا الفيلم إلى بيت اللاعب الموهوب، ولقاءه مع أمه التي كانت تُشرف على حفلة خاصة، توضح المستوى المادي الكبير، الذي يعيش فيه بطل “الحريفة”.

لكن بعدها تختفي مظاهر البذخ والحياة المرفهة، بسبب أزمة يواجهها والد “ماجد”، ثم تبدأ الرحلة الحقيقية للحرّيف، بعد انتقاله مع أسرته إلى بيت جدّته، الذي سيكون بيتًا متواضعًا مقارنة ببيت والده الفخم، ومن بعدها ينتقل إلى مدرسة حكومية

رحلة قائد “الحرّيفة”:

يقف ماجد أمام مدرسة “الأبطال” وهو في حالة صدمة، مدرسة تختلف جذريًا عن المدرسة الدولية التي كان يدرس فيها ويلعب ضمن فريقها.

الفيلم أعطى روحًا حيوية متفائلة للمشاهد، لم يُظهر الفوارق الاجتماعية بشكلٍ سلبي، بل على العكس. لم يتعب “ماجد” في الاندماج مع رفاقه الجدد، “ششتاوي” و”النص” و”كريم” و”عمر”، الذين أصبحوا رفاق حقيقيين، إلى درجة أنهم نجحوا في تغيير مسار صديقهم للأفضل.

ومع كل يوم يعيشه “قائد الحريفة” مع رفاقه الجدد، يتضاعف حبه لكرة القدم، لكونه أصبح يلعب معهم في مبارايات شعبية، تُنظم ليلاً، بواسطة “الرهانات” التي يكسبها مع أول مباراة لعبها معهم.

تتطور العلاقة بين “الحرّيفة” وتنتقل إلى مستويات كبرى، تتضح في سرد قصة كل لاعب ومشاكله الحياتية. ثم يأتي الحل السحري لهم، مسابقة رياضية لكرة القدم، جائزتها مليون جنيه. يتحمس الفريق للمسابقة ويسعى كل لاعب فيهم إلى تسجيل الفريق فيها.

يتخذ المعلّم بمدرسة “الأبطال” زمام المبادرة، لتدريب الفريق على الدخول للمسابقة، بعد محاولات لإقناع المدير. يدخل المعلم ومدرب “محمد شلش” الذي يقوم بدوره اللاعب “أحمد حسام- ميدو” إلى حجرة المدير، لإبلاغه بأنه سيشرف على تدريب فريق المدرسة ويعده بأن المدرسة ستفوز بالمسابقة.

الهدوء في نسج خيوط قصة الفيلم عبر مشاهد “واقعية” صنعت الفرق وتمكنت من إخراج الصورة دون أي اكسسورات أو زوايا إخراج مبالغ فيه، كما عهِدنا في بعض الأفلام التي تتستر بالمشاهد “المجانية” لإخفاء ضعف القصة السينمائية.

من فارس إلى ماجد “الحريف لا يخسر أبدًا”:

عند قراءتي عن الفيلم أول مرة، تذكرت على الفور، فيلم “الحرّيف” لمحمد خان. وبعد مشاهدتي للفيلم، استمتعت بكل مشهد بتفاصيله، كنت أشاهد فيلمًا احتاج إليه، فيلم متوازن يحترم الرؤية السينمائية، يفهم معنى التجديد والفرادة، يصنع قطعة فنية إنسانية دون الحاجة إلى نجوم الصف الأول في السينما، بل بواسطة شباب مواهب فنية راهن عليها صُناع الفيلم وكسبوا الرهان.

وعن “فارس” بطل فيلم “الحرّيف” فقصته تختلف عن “الحريفة”، عكسيًا، من العشوائيات إلى اعتزال كرة القدم ورهاناتها. مع “فارس” رِهانات كرة القدم، هي مصدر العيش، ومع “ماجد” كرة القدم هي الحُلم والمستقبل.

مع فارس، كرة القدم عبارة عن رهان رابح وأحيانًا خاسر، أما مع “ماجد” فالحياة هي الرهان. مع الأول الموهبة أن توفّر أبسط مقوّمات الحياة، مع الثاني الموهبة أن تصبح لاعب دولي معروف.

شاهد أيضاً

المركزي ينفي توقف مصارف أجنبية عن التعامل معه

فنّد مصرف ليبيا المركزي، ما تردد عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي، حول توقف مصارف أجنبية …