منصة الصباح

من حكاوي المخابز

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

 

كان نفر قليل ذات انتظار يقفون أمام أحد مخابز المدينة صباح جمعة ماضية.

أخذت مكاني في الطابور، وكان أحدهم يسأل: “قداش مازال”.

كان المكلف بالبيع يرد من داخل المخبز بلغة غير صارمة: “في حدود ربع ساعة”.

فتحت جهاز الهاتف المحمول، فلعلها فرصة لكتابة بداية عمود شبه يومي ألتزمه به لصحيفة الصباح.

الالتزام بكتابة عمود، يشبه إلى حد كبير أداء الواجب المنزلي، يفرض عليك نفسه بعد أن بددت مساحة من الوقت متحايلاً عليه.

كان  البعض قد غادر المكان, حيث لم يعد بوسعه تحمل ربع ساعة انتظار، واستقوى البعض الآخر على الملل بمواقع التواصل الاجتماعي .

كان هناك غير شخص يبدي احتجاجه على عامل المخبز، فقد صرنا نقترب من نصف ساعة انتظار باهظ الثمن.

كنت مستغرقا في استكمال كتابة العمود، حتى تمنيت لو يتأخر الخبز أكثر.

كانت بضع دقائق قد مرت بعد نصف ساعة، وكنت قد أتممت مقالتي قبل أن يخرج (الكاريلو) ساخنًا.

لدينا بالفعل مشكلة في إدارة الوقت، حتى صار التأخير هو جزء من تراثنا الذي نلتزم به في كل لحظة.

نحن أكثر الشعوب اقتناءً للساعات، وأكثرهم في تضييع الوقت.

وربما نحن الشعب الوحيد الذي يذبح الوقت من الوريد إلى الوريد ثم يمثل بجثته.

شاهد أيضاً

Book lovers تضيء الطريق لمحبي القراءة والكتب …

الصباح – حنان علي كابو بدأت بعض منصات التواصل الإجتماعي كمجموعات، تأخذ طابع التفرد بأهدافها …