منصة الصباح

من التطرف إلى الإلحاد

جمال الزائدي

الذين يمارسون الوصاية على الإسلام العظيم ..هم أكثر من يسيء إليه..هؤلاء حين يفتحون المصحف يتعامون عن قراءة آيات محكمات تلخص روح الدين وسماحته..يتغافلون عن تهجئة المعنى في قوله تعالى ” إنما أرسلناك رحمة للعالمين ” و قوله عز من قائل “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ ” و قوله الكريم ” فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ”  وقوله الحكيم ” لكم دينكم ولي دين ”

وعشرات بل مئات  الآيات القرآنية  الأخرى التي تنسج غلالة الرحمة والتسامح والقبول بالآخر تأكيدا على مبدأ حرية  الضمير والعقيدة ..

من أباحوا  قتل الناس على حرف  وحكموا بكفر رجل يقول ربي الله بتهمة أنه لايلتزم بارتداء الإزار الأفغاني ولايفضل إعفاء لحيته توخيا لنظافة جسمه.. إنما يريدون أن يشطبوا من الاثر النبوي قوله صلى الله عليه وسلم  (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ)..

هؤلاء الذين يفتون بجواز إفناء الثلث لاستصلاح الثلثين وإزهاق النفس التي حرم الله بغير حق وفرخوا التنظيمات الإرهابية التي ارتكبت الفظائع والمجازر والبشاعات في حق المدنيين والاطفال  ..ومنعوا الضحك والابتسامة وكل فعاليات الحياة الطبيعية ووضعوا العقل والعلم والفكر في مواجهة متعسفة مع اجتهادات الفقهاء في النص السماوي .. هم أنفسهم االذين يظهرون الفزع والخوف على الإسلام في صدور وقلوب الشباب والأجيال الجديدة بسبب انتشار ظاهرة الإلحاد والتنصير التي تقودها وتمولها مؤسسات دولية كبيرة في العالم الإسلامي خصوصا في وسط وشمال أفريقيا..

المتنصرون والملحدون من شباب المجتمعات الإسلامية هم ضحايا التصورات المتطرفة والمشوهة التي حولت الدين الحنيف ..دين الرحمة والتسامح والحرية إلى أيديولوجيا نازية دموية تدفعهم دفعا إلى أحضان الفراغ القيمي والوجداني وتحثهم للبحث عن البديل في هرطقات وأفكار  جماعات تافهة  منحرفة  تحركها أجهزة مخابرات أجنبية تستهدف ضرب مجتمعاتنا في شبابها واجيالها الطالعة ..

لكن قبل أن نعلق قميص الكارثة على مشجب المؤامرة وتتنفس الصعداء علينا أن نتوقف مليا أمام بؤس الخطاب الديني المثقل باجتهادات بشرية عفا عنها الزمن .. والتفكير جديا في تجديده ونفض غبار العصور عن جواهره الإنسانية الخالدة ..

 

شاهد أيضاً

أولويات الإصلاح الصحي

د.علي المبروك أبوقرين   حدث في العقدين الأخيرين تطور متسارع في التقنية والتكنولوجيا الطبية مما …