قالت منظمة الصحة العالمية إن نشاط الإنفلونزا الموسمية يشهد ارتفاعًا ملحوظًا عالميًا خلال الأشهر الأخيرة، تزامنًا مع دخول فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مع هيمنة فيروسات الإنفلونزا من النوع A، خصوصًا السلالة A(H3N2)، إلى جانب سلالة فرعية جديدة تُعرف باسم J.2.4.1 أو “السلالة K”.
وأوضحت المنظمة، في تقريرها الأسبوعي عن الوضع الوبائي العالمي، أن هذه السلالة الجديدة سُجّلت في أكثر من 34 دولة منذ أغسطس 2025، مشيرة إلى أن البيانات الحالية لا تدل على زيادة في شدة المرض، رغم التطور الجيني السريع للفيروس.
وأضافت أن نشاط الإنفلونزا ارتفع منذ أكتوبر الماضي في دول النصف الشمالي، بينما شهدت بعض دول النصف الجنوبي مواسم أطول من المعتاد، مع استمرار الانتشار في المناطق المدارية.
في عدد من الدول العربية، تشير تقارير صحية إلى زيادة في حالات الإنفلونزا الموسمية مع بداية الشتاء، خاصة بين كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة. وسجّلت مرافق صحية في دول شمال إفريقيا وشرق المتوسط ارتفاعًا في الإقبال على أقسام الطوارئ بسبب أعراض تنفسية حادة، وسط تحذيرات من الضغط على المنظومات الصحية إذا استمر المنحنى التصاعدي خلال الأسابيع المقبلة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات الموسمية لا تزال فعّالة في الوقاية من الحالات الشديدة ومضاعفات المرض، داعية الدول، لا سيما ذات الموارد المحدودة، إلى تعزيز حملات التطعيم، وتحسين الرصد الوبائي، والتوعية بإجراءات الوقاية، مثل غسل اليدين وتجنّب المخالطة في أماكن الازدحام.
وعلى الصعيد الدولي، قدّرت السلطات الصحية في الولايات المتحدة تسجيل نحو 2.9 مليون إصابة بالإنفلونزا خلال الموسم الحالي، إضافة إلى 30 ألف حالة دخول للمستشفيات ونحو 1200 وفاة، مع predominance للسلالة الفرعية K.
كما حذّرت تقارير صحية في بريطانيا من خطر اكتظاظ المستشفيات هذا الشتاء نتيجة موجة إنفلونزا قوية وبداية مبكرة لأزمة الشتاء الصحية.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الاستعداد المبكر والتطعيم يظلان خط الدفاع الأهم للحد من تأثير الإنفلونزا الموسمية، خصوصًا في الدول العربية التي تواجه تحديات في البنية الصحية والقدرة الاستيعابية للمستشفيات.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية