القاهرة (رويترز)
قالت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان يوم الأربعاء إن السلطات المصرية اعتقلت أكثر من 1100 شخص منذ العطلة الأسبوعية عندما خرجت مظاهرات في عدة مدن تطالب برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي
ومن بين الذين تردد أنهم اعتقلوا في اليومين الماضيين خالد داود أحد الشخصيات المعارضة البارزة في مصر وهو متحدث سابق باسم مرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والكاتب المعروف حسن نافعة.
وخرج مئات، في تحد لحظر التظاهر دون تصريح مسبق، إلى شوارع القاهرة ومدن أخرى يوم الجمعة استجابة لدعوات للاحتجاج على اتهامات بوجود فساد حكومي. واستمرت الاحتجاجات في مدينة السويس المطلة على البحر الأحمر يوم السبت.
وقال جمال عيد من الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إن منظمته ومنظمتين أخريين – المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمفوضية المصرية للحقوق والحريات- قامت معا بتوثيق أكثر من 1100 حالة اعتقال.
ويقول محامو الدفاع إن بضع مئات من المقبوض عليهم يجري التحقيق معهم في اتهامات منها استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار كاذبة وتقويض الأمن القومي والانضمام لجماعة محظورة والتظاهر بدون تصريح.
ولم يتسن على الفور الاتصال بوزارة الداخلية للتعليق.
وقال عيد إن خالد داود عضو الحركة المدنية الديمقراطية، وهي تحالف يضم أحزاب وشخصيات معارضة، اعتقل في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء في القاهرة.
واعتقل يوم الثلاثاء حازم حسني المتحدث السابق باسم حملة قائد الجيش السابق سامي عنان الرئاسية في انتخابات 2018 وفقا لما ذكره مصطفى كامل السيد الذي يعمل معه أستاذا للعلوم السياسية بجامعة القاهرة نقلا عن أسرة حسني.
وقال السيد كذلك أن حسن نافعة الكاتب البارز والأستاذ أيضا بجامعة القاهرة مختف منذ الساعة 1500 بتوقيت جرينتش أمس الثلاثاء نقلا عن أسرته.
وكثفت قوات الأمن تواجدها في الميادين الرئيسية في المدن الكبرى وتقوم بعمليات تفتيش مفاجئة على الهواتف بحثا عن محتوى سياسي.
وتولي السيسي السلطة بعد أن قاد الإطاحة بمحمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وأول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر في أعقاب احتجاجات حاشدة على حكمه في 2013.
وندرت الاحتجاجات في مصر في عهد السيسي الذي أشرف على حملة واسعة النطاق على المعارضين يقول نشطاء حقوق الإنسان إنها الأشد في تاريخ مصر الحديث.
ويقول أنصار السيسي إن الإجراءات الصارمة ضرورية لتحقيق الاستقرار في مصر بعد الاضطرابات التي أعقبت انتفاضة 2011 التي أطاحت بحكم حسني مبارك.
وهزت الاحتجاجات أسواق المال فهبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنحو 11 بالمئة في التعاملات بين يوم الأحد والثلاثاء.
وصباح يوم الأربعاء أصبح وسم ”السيسي مش رئيسي“ على تويتر الأكثر تداولا بأكثر من 40 ألف تغريدة. واستخدم أكثر من وسم على تويتر لحشد المحتجين وظهر أكثر من وسم مؤيد للسيسي كذلك.
وخرجت المظاهرات بعد أن رفع المقاول المدني المتعامل مع الجيش محمد علي سلسلة تسجيلات مصورة على الإنترنت يتهم فيها السيسي والجيش بالفساد. ونفى السيسي الاتهامات باعتبارها ”كذب وافتراء“.