الصباح / فرانس برس
بقلم لوران بانغي
بالنسبة إلى ديفي، أحد سكان مدينة هونتينغتون بيتش في جنوب كاليفورنيا، فإن الحاجة إلى وضع كمامة لاحتواء تفشي فيروس كورونا مجرّد “خدعة”.
وقال الرجل البالغ من العمر 51 عاما لوكالة فرانس برس لدى خروجه من متجر لبيع الملابس بدون كمامة “كلما ازداد عدد الاختبارات، ازدادت الحالات الجديدة”، مرددا التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء محاولته تفسير العدد القياسي للإصابات التي سجلت مؤخرا في كاليفورنيا وولايات أخرى.
ولا يبدو ديفي الوحيد في هذه المدينة في مقاطعة أورانج التي تتمتع بحضور واسع لأنصار الحزب الجمهوري، الذي يتمرد على تدابير الإغلاق وقواعد وضع الأقنعة.
وقال ديفي الذي رفض الإفصاح عن اسمه الكامل “إنه حقي الدستوري، لدي حق منحني الله إياه في عدم وضع كمامة”.
وفي حين لم يرتفع عدد الإصابات بوباء كوفيد-19 في مقاطعة أورانج بشكل حاد كما هو الحال في بعض المدن خصوصا في أنحاء جنوب الولايات المتحدة وغربها، فإن نسبة احتمال تفشي العدوى مقلقة.
وأشار موظف في متجر قريب إلى أن العديد من أصحاب المحلات التجارية تخلوا عن محاولة ضمان الامتثال لقواعد وضع الكمامات، نظرا إلى تحوّل المسألة إلى قضية حساسة.
وأوضح الموظف الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “شهدنا الكثير من الاحتجاجات ضد إغلاق الشاطئ ووضع الأقنعة. وتقوم الكثير من المحلات التجارية هنا بأمور ترضي الزبائن بهدف عدم خسارتهم”.
ويمكن رؤية عدد قليل من الناس على طول شوارع المدينة في فترة ما بعد الظهر واضعين أقنعة.
ومن بين هؤلاء تريسي (25 عاما) التي كانت عائدة من الشاطئ وهي تحمل لوحا لركوب الأمواج. وقالت إنها حاولت في البداية إقناع أصدقائها بوضع الكمامات لكنها استسلمت في النهاية.
وأضافت “كانت تنتهي المناقشة في بعض الأحيان بسرعة بشجار. لا أعرف لماذا، لكن القضية حساسة للغاية”.
– سلوك جديد للأميركيين -ودفع الجدل حول هذه القضية مديرة الصحة في المقاطعة نيكول كويك إلى الاستقالة الشهر الماضي بعد أسابيع من الدفاع عن تدبير وضع الكمامات على مستوى المقاطعة.
وألغى خلفها الأمر الرسمي، قائلا إن الأقنعة ستكون “موصى بها بشدة” فقط ولن تكون إلزامية.
وقارنت ويندي وود أستاذة علم النفس في جامعة جنوب كاليفورنيا معارضة وضع الكمامات بالمعارضة التي واجهتها قوانين وضع أحزمة الأمان في البداية.
وأوضحت لوكالة فرانس برس “هذا سلوك جديد لمعظم الأميركيين”.
وأقرت وود بأن تعقيد هذه المشكلة يتمثّل في الرسائل المتضاربة التي صدرت من السلطات على المستوى المحلي ومستوى الولاية ولا سيما على مستوى الحكومة الفدرالية.
وتابعت “أصبحت المسألة مسيّسة وباتت تمثل في الواقع توجهك السياسي” بحيث يميل الديمقراطيون إلى اتباع النصائح الواردة من خبراء الصحة مثل كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنطوني فاوتشي، أما الجمهوريون فهم أكثر عرضة للتأثر بشكوك ترامب وتوجيهاته المختلطة المرتبطة بالأقنعة.
وقالت أليسون دنديس رينتلن أستاذة العلوم السياسية في جامعة جنوب كاليفورنيا إن الجدل يتجاوز الهوية السياسية.
وشرحت لوكالة فرانس برس “لا أنكر وجود نوع من القبلية والتسييس المفرط لكنني أعتقد أن الامر أكثر تعقيدا… لا يحب الأميركيون أن تملي الحكومة عليهم ماذا يفعلون”.
وأضافت “انتم تعرفون مقولة +أعطني الحرية أو اقتلني”.