منصة الصباح

مقاربات‭ ‬يهودية‭ ‬لصفقة‭ ‬ترامب‭.. ‬لكنها‭ ‬كاشفة‭ ‬‭(‬2‭ / ‬2‭)‬

بقلم /سليم‭ ‬يونس

كما‭ ‬شددوا‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬خطة‭ ‬ترامب‭ ‬المزعومة‭ ‬‮«‬تشريع‭ ‬وتقنين‭ ‬للقمع‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬إسرائيل‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تهدف‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‮»‬،‭ ‬مؤكداً‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وأضاف‭ ‬البيان‭ ‬إن‭: ‬‮«‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬كافة‭ ‬الحقوق‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ووقف‭ ‬الاحتلال‭ ‬بشكل‭ ‬فوري،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يمكننا‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬وسلام‭ ‬مع‭ ‬جيراننا‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬فعلنا‭ ‬قروناً‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬ودون‭ ‬ذلك‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬خطة‭ ‬أو‭ ‬صفقة‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬السلام‭ ‬بالمنطقة‮»‬‭.‬
فيما‭ ‬قال‭ ‬السيناتور‭ ‬اليهودي‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬برني‭ ‬ساندرز‭ ‬إنه‭ ‬يرفض‭ ‬خطة‭ ‬ترامب؛‭ ‬كونها‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مقبولة،‭ ‬ولن‭ ‬تؤدي‭ ‬سوى‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬الصراع‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬على‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭: ‬‮«‬أي‭ ‬صفقة‭ ‬سلام‭ ‬يمكن‭ ‬قبولها‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تتسق‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭.‬
ووصفت‭ ‬إميلي‭ ‬ماير‭ ‬،‭ ‬الشريك‭ ‬المؤسس‭ ‬لجماعة‭ ‬‮«‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الآن‮»‬‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬جماعة‭ ‬يهودية‭ ‬تقدمية،‭ ‬الخطة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مفلسة‭ ‬تمامًا‮»‬‭. ‬وقالت‭ ‬ماير‭ ‬لنيوزويك‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬حيلة‭ ‬سياسية‭ ‬لكلا‭ ‬الزعيمين‭ ‬لصرف‭ ‬الانتباه‭ ‬عن‭ ‬إساءة‭ ‬استخدامهما‭ ‬للسلطة،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬الفوز‭ ‬بالانتخابات‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الخطة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬هي‭ ‬خطة‭ ‬للاحتلال‭ ‬والسيطرة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الدائمة،‭ ‬وليست‭ ‬خطة‭ ‬للسلام‭. ‬
وتذهب‭ ‬ماير‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إنها‭ ‬ببساطة‭ ‬استمرار‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬ترامب‭ ‬منذ‭ ‬دخوله‭ ‬منصبه‭: ‬حرمان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬وحرمانهم‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬دولتهم،‭ ‬وحتى‭ ‬من‭ ‬هويتهم‮»‬‭.‬
كما‭ ‬صرحت‭ ‬الحاخام‭ ‬اليسىا‭ ‬وايز‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬المشارك‭ ‬لـمنظمة‭ ‬‮«‬صوت‭ ‬اليهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬لمجلة‭ ‬نيوزويك‭ ‬بأن‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬كل‭ ‬‮«‬قراراتها‭ ‬تتناقض‭ ‬بالفعل‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬شرعية‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وضم‭ ‬هضبة‭ ‬الجولان‭ ‬ووضع‭ ‬مدينة‭ ‬القدس،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تعمل‭ ‬إدارته‭ ‬بخفض‭ ‬كميات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬‮«‬‭.‬
وأضافت‭ ‬وايز‭: ‬‮«‬ستعمل‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬تمكين‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬سرقة‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬واستمرار‭ ‬إخضاع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وانتهاك‭ ‬حقوقهم‭ ‬الإنسانية‭. ‬وأي‭ ‬خطة‭ ‬يتم‭ ‬إعدادها‭ ‬دون‭ ‬دعم‭ ‬ومشاركة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬هي‭ ‬منحازة‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭.‬‮»‬
بينما‭ ‬قال‭ ‬هالي‭ ‬سويفر‭ ‬،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬للمجلس‭ ‬الديمقراطي‭ ‬اليهودي‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬أصدره،‭ ‬‮«‬إن‭ ‬حل‭ ‬السلام‭ ‬القابل‭ ‬للحياة‭ ‬يتطلب‭ ‬مساهمة‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭. ‬وأكد‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬تعلمنا‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬مفاوضات‭ ‬السلام‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية،‭ ‬فهو‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فرض‭ ‬حلول‭ ‬من‭ ‬الخارج‭. ‬يجب‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬متبادل‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والسلطة‭ ‬الفلسطينية‭.‬
‭ ‬وفي‭ ‬الختام‭ ‬مع‭  ‬أننا‭ ‬نعتقد‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬مواقف‭ ‬بعض‭ ‬اليهود‭ ‬أفضل‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬بعض‭ ‬النظام‭ ‬الرسمي‭ ‬العربي،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المقاربة،‭ ‬فالمقصود‭ ‬هو‭ ‬كشف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الموقف‭ ‬اليهودية‭ ‬على‭ ‬تباينها،‭ ‬وسواء‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬أيديولوجية‭ ‬تنفي‭ ‬الوجود‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬أو‭ ‬مواقف‭ ‬تطالب‭ ‬بحل‭ ‬أقل‭ ‬انحيازا،‭ ‬أو‭ ‬مواقف‭ ‬مناصره‭ ‬للحقوق‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فإن‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬الرفض‭ ‬على‭ ‬تنوع‭ ‬منطلقاته،‭  ‬هو‭ ‬في‭ ‬كونه‭ ‬رفضا‭ ‬كاشفا‭ ‬لبؤس‭ ‬هذه‭ ‬الخطة؛‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬عقل‭ ‬سياسي‭ ‬يقفز‭ ‬عن‭ ‬الحقائق‭ ‬والمنطق‭ ‬والقانون‭ ‬وكل‭ ‬الشرعيات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ويتماهى‭ ‬وبشكل‭ ‬مَرَضِي‭ ‬في‭ ‬مصالح‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغاصب،‭ ‬وبما‭ ‬يخالف‭ ‬عشرات‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬تجريم‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬الغير‭ ‬بالقوة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أبجديات‭ ‬علم‭ ‬السياسة‭ ‬أن‭ ‬مفهوم‭ ‬الحل‭ ‬هو‭ ‬كونه‭ ‬حلا‭ ‬يتطلب‭ ‬موافقة‭ ‬الطرفين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تجاهلته‭ ‬خطة‭ ‬ترامب،‭ ‬فهو‭ ‬قرر‭ ‬مع‭ ‬شريكه‭ ‬نتنياهو،‭ ‬ثم‭ ‬أتى‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يطالبهم‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬نفيهم‭ ‬لأنفسهم،‭ ‬وهذا‭ ‬السلوك‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬العنجهية‭ ‬وعقدة‭ ‬التفوق‭ ‬والاتكاء‭ ‬على‭ ‬فرط‭ ‬القوة،‭ ‬فهو‭ ‬بالتأكيد‭ ‬يعكس‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬الآخر‭ ‬درجة‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الغباء‭ ‬السياسي‭.‬

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …