منصة الصباح

مفترق برلين

بوضــوح

بقلم/ المحرر

يقف القطار الليبي المرهق، المرتبك، اليوم في برلين الألمانية أمام مفترق طريقين قد لا يكون ثالث لهما .

أما التوجه صوب ليبيا، محملا بكل تطلعات الليبيين، وأحلامهم المتقشفة في دولة مدنية ، مستقرة، آمنة، أو الذهاب نحو المجهول، الذي لم، ولن يصل بهم إلى أي مكان رغم تذكرة السفر الباهظة، والتي صرفت من لحمهم، ودموعهم، ودمهم.

أليس من حق الليبيين، حياة أفضل من هذه البهدلة، والعذاب، والموت بالتقسيط غير المريح؟

فمن حظر إلى حظر، ومن حصار إلى حصار، ومن حروب إلى حروب، كأنهم رکاب سفينة مخطوفة.

نعم لقد جرب الليبيون أبراج الدبابات بدل أبراج البنايات، فماذا كسبوا غير تصاريح الدفن؟

وجرب الليبيون منطق «أنا أو لا أحد » وليأتي بعدي الطوفان، فماذا كان غير الطوفان قبل وبعد ؟

وجرب الليبيون تكفير بعضهم، وتخوين بعضهم، وشيطنة بعضهم، فماذا كانت النتيجة غير هذا الهائل من الكراهية؟

كنا يمكن أن نلتقي تحت أي نخلة، في أية واحة ليبيا، لنضع الماضي خلف ظهورنا وليبيا أمامنا.

وكنا يمكن أن نجلس في غدامس، کي نعبد الطريق السريع نحو ليبيا التي تستوعب الجميع، وحاضنة للجميع.

اليوم نقف في محطة جديدة، أو لعلها فاصلة لنعود بعدها للحوار السياسي، بكل مساراته، من أجل توحيد المؤسسات، ووضع خارطة واضحة لإنهاء المرحلة الانتقالية المرتبكة.

لنفكر في تسعين ألف طفل نازح، وأكثر من أربعة ملايين طفل مرشحين لنزوح آخر، مستقبلهم ليس في رقبة ميركل أو ترامب.

لنفكر في وطن عظيم، وثري بكل شيء ، يستحق أن نتنازل له، ونتنازل من أجله.

لن يكون هناك أحرص على ليبيا أكثر من الليبي، والليبي بكل ما تعنيه الكلمة.

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …