منصة الصباح
مفتاح قناو
مفتاح قناو

كل عيد والوطن بخير

مفتاح قناو

يثور جدل كبير في الشارع الليبي حول الأوضاع الاقتصادية، والإمكانيات المعيشية للمواطن في ظل الغلاء المتزايد، وتدهور قيمة العملة الليبية أمام العملات الأجنبية، وعدم توفر السيولة النقدية لدى المواطن البسيط لتلبية أغراضه اليومية في شراء اللوازم الأساسية من مواد غذائية وخضار وفاكهة، بينما تقوم الحكومة بصرف عشرات الملايين من الدينارات على احتفالات ذكرى السابع عشر من فبراير، إضافة إلى حالة من الحزن رافقت إعصار درنة، والعدوان الصهيوني الغاشم والمستمر على أهل غزة الصامدون.

هناك من يرى ضرورة إلغاء الاحتفالات بكافة أشكالها، وتوجيه الأموال المرصودة لها إلى ما يفيد الناس، ولو بتقديمها وصرفها على شكل معونات عاجلة، أو أن يوفر بها المواد الأساسية المدعومة.

وهناك فريق أخر يرى ضرورة الاحتفال الذي يرمز للوفاء لكل من ضحى في سبيل الوطن، وأن عدم الاحتفال بالذكرى، يعني خيانة لهؤلاء الأبطال الدين قدموا أرواحهم في سبيل الوطن.

هنا ينبغي علينا أن نتحدث بصراحة عن همومنا، وأن لا نجامل احد، وأن ننتبه إلى أن خيانة شهداء الوطن، ليست فقط في عدم الاحتفال بالذكرى، بل أن الخيانة الحقيقية في عدم القيام بواجباتنا تجاه الوطن، وتكمن في ترك كل من هب ودب يسيطر على مقدرات الوطن، وتكمن في الجريمة المنظمة التي يقودها أشخاص نعرفهم جميعنا المتمثلة في تهريب الوقود بمختلف أنواعه، وتهريب كل السلع المدعومة وترك المواطن يواجه الغلاء والفقر والعوز.

كذلك يمكن القول بأن الاحتفال بالمناسبات الوطنية الليبية أمر مهم لتوعية الأطفال بتاريخ بلادنا السياسي والاجتماعي، وزرع محبة الوطن فيهم.

ونقول أنه يمكن أن نحتفل بكافة المناسبات الوطنية الليبية، باحتفالات رمزية في كل المناطق، دون رصد وصرف ميزانيات طائلة، ستكون بكل تأكيد فرصة ذهبية ليتكسب منها تجار المناسبات بنهب المزيد من الأموال العامة.

ونأمل أن يتوقف كل الساسة الليبيين من شرق البلاد وغربها وجنوبها على مناكفة بعضهم البعض، وأن يلتفتوا إلى بلادهم ليبيا التي ينبغي عليهم خدمتها، وأن يتنازل بعضهم لبعض من أجلها، فالتنازل من اجل الوطن ليس هزيمة بل هو انتصار كبير ستذكره الأجيال القادمة.

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …