منصة الصباح
مفتاح المصباحي

غابَ النُّقَّادُ .. فَوئِدَ الإبداعُ…!!

مفتاح المصباحي

يبدو أن النقَّاد في بلادنا قد انتحروا جميعاً، أو أن ما نعيشه من فوضى عارمة قد جرفتهم إلى غياهب الجُب، حيث لا سيارة ولا وارد..

والدليل على ذلك، ما يخرج علينا يومياُ، كرؤوس الشياطين، والنبت الحرام، يُسمّمُ عقولنا، ويُغيبُ فكرنا، دون رقيبٍ ولا حسيب..

في بلادنا، خاصة الفترة الممتدة من أربعينيات القرن الماضي حتى منتصف ثمانينياته، كان الأدب والفن مشروع وطن، أخذه على عاتقهم ليبيون أصبحوا قادة فكر ومنارات تهتدي بها العامة تنويراً ورُقيًا، ومازال نتاجهم الإبداعي ذا تأثير وفاعلية حتى اليوم..

ومن أهم أسباب نجاح وتميز تلك القامات السامقة، وجود حركة ثقافية وفنية متكاملة، كان فيها النُّقَّاد لا يُهادنون ولا يُجاملون، وكان فيها الأديب والمفكر والفنان حريصاً على جودة إبداعه، مُراعياً لضوابط مجتمعه، ناشداً الرُّقي للقبول والانتشار..

ما دعاني إلى الكتابة في هذا الأمر، هو التشويه الحاصل في المشهد الثقافي العام، خاصة بعد بروز وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي، وتورّم الأنا المريضة لدى البعض حتى توهَّم امتلاكه لأدوات الإبداع، وفي غيابٍ تام لدور وزارة الثقافة الأصيل، وتخلي النُّخب المثقفة عن واجبها في ضبط معايير وتقويم الإنتاج الثقافي، والأهم سلبية المتلقي المقيتة..

فما أكثر أولئك الذين صاروا يتفاخرون اليوم بنشرهم ل”كتب ودواوين وقصص وروايات”، وهم عن فعل الإبداع الأدبي بعيدون بُعد المشرق عن المغرب، إلا أن غياب الناقد والرقيب والمُتلقي الواعي، أفسح لهم المجال ذات غفلة، لنشر عبثهم، حتى يترأى للبعض أن هذا النتاج المشوَّه هو حقيقة الثقافة في ليبيا..

ومع اطلاعي اليوم على المجهود الذي قام به السيد “طارق القزيري“، بالتعاون والمشاركة مع “منصة الصباح“، و”السقيفة الليبية“، أجد أن الدعوة يجب أن تكون مُلحة وعاجلة من كل الفاعلين الحقيقيين في المشهد الأدبي والفني الليبي، لعودة النقد والرقابة الفاعلة على كل الإنتاج الأدبي والفني، فليبيا تزخر بالمبدعين، فقط يجب تنظيف الساحة الثقافية من الأدران التي علقت بها..

شاهد أيضاً

هاشم شليق

فكِّر للأمام..إكس قادم أو الصواريخ!

في إنتظار مارس 2026..هكذا صرحت وزارة الصحة الفرنسية..وفق توقعات الذكاءالإصطناعي بعد تزويده بالمعطيات.. حيث بدأت …