منصة الصباح

كلّ عدوان ونحن في قِمَّة..

مفتاح المصباحي

عندما قامت المقاومة الفلسطينية بعملية طوفان الأقصى، لم تتجه سلطات دولة الاحتلال بالشكوى للأمم المتحدة ولا لمجلس الأمن، ولم تطلب عقد قمم طارئة، ولم تصدر البيانات الرنانة، وتقيم المآدب الباذخة على شرف الوفود بمختلف مستوياتهم..

بل فعلت ما تمليه عليها مسؤوليتها أمام شعبها، وقبل أن تنطفيء النيران بمستوطناتها، كانت قد أشعلتها في غزة، ودكت مبانيها على ساكنيها..

أما دويلات المليار مسلم، ودويلات العرب، من المحيط إلى خليجهم، فقد ابتعدت عن الأمر الربَّاني الذي جاء به دينهم، وصار فرضاً واجباً، ألا وهو إعداد القوة والاستعداد للمواجهة، وترهيب العدو، ولنقل تخويف العدو، حتى لا يشي بنا أخوتنا في الدم والدين لأسيادهم، بأننا نحرض على الإرهاب، وأخذ عدوهم هذا الأمر فأصبح قوياً مهاب الجانب..

ذات زمن كنت فيه على مقاعد الدراسة الجامعية، حدث نقاش مع أستاذنا العراقي الذي كان حينها يعدد في أمجاد العرب في سالف الأزمان، فرددتُ حينها بأن العرب فقط فرسان كلام..

حتى انهم كانوا يقيمون سوقاً للكلام، وأن الرسالة السماوية التي بعث بها الله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، جاءت إعجازاً في الكلام والبيان..

وخير دليل على ذلك في حاضرنا، أننا لو جمعنا بيانات الإدانة والشجب والاستنكار، منذ قمة الخرطوم ذات اللاءات الثلاثة، مروراً بكل كوارث العرب ومآسيهم، وما يتعرضون له من عدوان دون رد فعل حتى اليوم، لكان الورق المستخدم فيها كفيلاً بتغطية الكرة الأرضية وكواكب المجموعة الشمسية، حتى يندي جبينها، ولن يندى جبين العرب..

التاريخ لن يرحم الضعفاء، ولن يحجز لهم مكاناً على صفحاته..
وكل عدوان ونحن في قمَّة..

شاهد أيضاً

بمشاركة ليبيا.. قمة عربية إسلامية اليوم في الدوحة لبحث العدوان الإسرائيلي

بمشاركة ليبيا.. قمة عربية إسلامية اليوم في الدوحة لبحث العدوان الإسرائيلي

تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة بمشاركة عدد من قادة …