منصة الصباح

السياحة السياسية

مفتاح المصباحي

اعتادَ الناسٌ على أنواعٍ معروفة من السياحة، مثل السياحة الدينية، والسياحة الاستشفائية، والسياحة لغرض استكشاف البلدان والأماكن الأثرية، وكذلك السياحة الصحراوية..

ولكن يبدو أن الجملة التي أطلقها “هيرودوت”، ذات زمن غابر، التي تقول ” من ليبيا يأتي الجديد”، تنطبقُ علينا تمامًا نحن الليبيين..

فالليبيون وحدهم، خاصةً مُتصدّري المشهد من سياسيين، لهم براءة الاختراع للسياحة السياسية، التي لم يسبقهم إليها أحدٌ من قبل..

٣وهذا النوع من السياحة، إضافة إلى أنه نوع من ترفيه “السياسي” عن نفسه وحاشيته، فهو يملأ خزائنهم من العملات الصعبة، التي يتقاتل عليها الليبيون، وتزيدهم معرفة بثقافات الشعوب الأخرى، وهو أمر مهم لهم، لمعرفة التعامل مع شعبهم، واتخاذهم للقرارات الصحيحة..

ولو كانت هناك إحصائيات، لوجدنا أن عدد ساعات جلوس السياسيين والمسؤولين الليبيين، على مقاعد الطائرات، أكثر بأضعافٍ من عدد ساعات جلوسهم على كراسي مكاتبهم، وقد يدخلون موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، في عدد ساعات الطيران، وعدد البلدان التي قاموا بزيارتها في زمنٍ قياسي، مقارنةً بسياسيّي الدول الأخرى..

وهنا وجب على الشعب الليبي، أن يؤسِّس لجائزة الدولة للسياحة السياسية، بحيث يتبارى فيها المسؤولون سنوياً، للفوز بأكبر عدد ساعات طيران، وأكثر زيارات خارجية..

وهذا حقّ المسؤولين على شعبهم، ونوع من ردّ الجميل، على مسابقات أجمل “قط”، وأكبر صحن “كسكسي”، وأكثر “تيكتوكر” إعجاباً، والكثير من المسابقات والجوائز، التي تُقام وتُمنح طيلة أيام السنة..

وكذلك يجب على الليبيين ربط الأحزمة على البطون، وإعلان حالة التقشّف وترشيد الإنفاق الشعبي، بدلاً عن ترشيد الإنفاق الحكومي، لتوفير العملات الصعبة لمسؤوليهم، حتى يتمكّنوا من أداء السياحة السياسية، التي تجعلنا شعباً مُميزاً بين الشعوب..

ورغم تعثّر عمل المؤسسات، نتيجة التهاء المسؤولين بالسفر والتجوال، إلا أننا سنكون أكثر الشعوب ثقافة ومعرفة ببلدان العالم وطباع شعوبها، حين يتقاعد مسؤولينا، ويتفرَّغون لكتابة مذكراتهم الشخصية، التي ستكون زاخرةً بكل ثقافاتِ العالم، وأهم معالمه..

شاهد أيضاً

طائرة الأهلي بنغازي تتجاور النصر بثلاثية نظيفة

 حقق فريق الأهلي بنغازي للكرة الطائرة، اليوم الأربعاء، الفوز على نظيره فريق النصر بثلاثة أشواط …