استطلاع : عفاف التاورغي
باتت انتشار ظاهرة الانتحار كالنار في الهشيم تنتشر بشكل مفزع وباتت مشكلة تهدد نسيج المجتمعات العربية التي لم يكن لهذا المفهوم السالب للحياة موطن قدم فيها وبالأخص المجتمع الليبي حتى أصبح يزداد بشكل كبير . . حيث شهدت أغلب المدن الليبية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأشهرالماضية من هذا العام.
و لكي نقف وقوف الفاحص لهذه الظاهرة وتسليط الضوء على كل جوانبها باحثين عن نمو أسبابها واكتمال دوافعها لهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعاتنا، أجرينا هذا الاستطلاع لرصد آراء الجمهور والمختصين :
تقول إيناس حسن: أول خطوة لإنقاذ الشخص من الانتحار هي السلام الداخلي والراحة النفسية والرضا والقبول، ويبتدأ ذلك بقبول وحب كل شبر بجسمك، شكلك، لونك، المميزات والنعم التي ولدت بها، و أسلوبك بالتعامل بهذه الحياة، والرضا والتصالح مع كل تجارب الحياة، وأخذ كل منعطفات الحياة بنفس هادئة ، متفائلة، لتعرف بأن الخير مقبل عليك…. و هذا التفكر يبعدك عن كل فكرة موحشة بالانتحار
يقول محمد خالد بن عمر : الانتحار حرام بالاتفاق ويعتبر من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله.. والحديث النبوي الشريف يقول: «من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة.. وقد قرر الفقهاء أن المنتحر فاسق وباغ على نفسه، مهما ضاقت بك الدنيا ذلك ليس سبب للانتحار… نسال الله السلامه يارب العالمين».
يقول أحمد بن حسن: ظاهرة الانتحار من الظواهر الخطيرة المستشرية حاليا في المجتمع الليبي ويعود سببها الأول إلى (الابتعاد عن الله وعن الدين وعن تعاليم الإسلام) بالإضافة إلى التفكك المجتمعي وكسر الوعاء الثقافي والأخلاقي وانتشار المخدرات وغيرها.
يقول محمد البردايسي الصحفي من مصر: الانتحار هو رد فعل لمواقف الحياة المجهدة وناتجة من مرض الاكتئاب أعزكم الله بفعل الاضطرابات النفسية والعقلية أو بسبب ضيق الأحوال المعيشية و العجز عن تحقيق الرفاهية وتعاطي المواد الكحولية والمخدّرات بين الشباب والوحدة وافتقاد التواصل والتلاحم، وأيضا تغير مفهوم الأسرة. فلم يعد مرادفا للدِّفء العائلي والتواصل الحميم. وشدة البلاء في الدنيا ويعتبر «الفقر والبطالة والعنوسة، وانعدام الأمل وقلة الحيلة، أبرز عوامل الانتحار ويكون الانتحار إما بالأسلحة النارية أو السلاح الأبيض أو الشنق والاختناق أو بالقاء نفسه فى مياه البحر أو النهر أو من فوق الجبل أو من أسطح المنازل أو أمام القطارات والسيارات أو محاولة قطع الشرايين أو بتناول جرعة زائدة من الدواء أو أي سموم أخرى أو الحرق بالنار وغيرها من الوسائل الأخرى والمختلفة.
وقد حرم الاسلام الانتحار وجعله حرامٌا شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ هو كبيرة من كبائر الذنوب ، وفاعلها متوعد بالخلود في نار جهنم أبداً ، ويعذبه الله سبحانه وتعالى بالوسيلة التي انتحر بها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها [أي يطعن] في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ).
ومن أجل التقليل من ظاهرة الانتحار وجب على الحكومات المختلفة «تحقيق العدالة من خلال التوزيع الجيد للثروة، حتى تقل الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وإعادة قِـيم التراحم والمساندة والدّعم والتكافل الاجتماعي حتى تقوى شبكة الأمان الاجتماعي، مع «أهمية تنمية الوعْـي الثقافي لدى عامة الناس بأمراض الاكتئاب والانفصام والإدمان والقلق»، مع تحذير «الشباب والفتيات من تسلّـل اليأس والقلق إلى نفوسهم». لذا وجب علينا بالتوعية لإعادة القِـيم الإسلامية الأساسية، مثل الثقة في رحمة الله.
فعلى الشباب ألا يستسلموا لليأس، فى شتى امور الحياة فالأمل بيد الله سبحانه وتعالى فهو الذي ضمن لنا المُقلقين: الرزق والأجل، كما أن معظم الشباب المقبل على الانتحار، إما ضعيف أو مستسلم أو كسول، وهي صفات أبعد ما تكون عن كلمة شباب، والتي تعتبر مرادفا للأمل، اضف إلى ذلك بعض الفتيات اللاتي تأخّـر زواجهن ومن المعلوم أن الزواج رزق والرزق بيد الله، سبحانه وتعالى لذا عليهن الا يستسلمون لليأس والقنوط، وليملأن حياتهن بالاجتهاد في فعل شيء نافع ومفيد، لهم شخصيا وللمجتمع كاستكمال الدراسه مثلا او حتى الدراسات العليا أو الاتجاه للتطوع في القيام بأعمال البِـر في الجمعيات والمؤسسات الخيرية، التي تُعْنَى بالفقراء والأيتام والمرضى.
تقول سميرة محمد اخصائية اجتماعيّة : ارتفاع ظاهرة الانتحار لها اسباب كثيره منها الظلم والقهر والفساد والبطالة والغلاء والأهم دور الأسرة ومحاربة الانظمه القمعيه لشرع الله الذي يحافظ على المواطن والوطن.