مفتاح قناو
في كتابه معزوفات عابر سبيل يرحل بنا: «الدكتور محمد احمد وريث» في عالم علي الفزاني الشعري.
حيث يحدثنا في بداية الكتاب عن المصادفة التي كانت وحدها سببا في العلاقة الوثيقة والطويلة بينه وبين الشاعر علي الفزاني ففي عام 1962 نشرت صحيفة الرقيب الأسبوعية التي كانت تصدر في بنغازي قصيدة لشاعر شاب في بداياته الشعرية، وقد لاحظ محمد وريث الذي كان طالبا في كلية الآداب في ذلك الزمن.لاحظ وجود بعض الاختلال في الوزن الشعري لبعض الأبيات، يقول الدكتور وريث (كتبت، رسالة إلى الجريدة التي نشرت الأبيات منبها على الاختلال في العروض، فكتب لي رئيس تحرير الجريدة (الصالحين نتفة) يسأل إن كنت ملما بالأوزان الشعرية والعروض.
فأجبت بنعم ــ وقد كان ذلك مقررا ضمن منهجنا بكلية الآداب بالجامعة الليبية في بنغازي ـــ الأمر الذي شجعني على الالتحاق بالجريدة كاتبا متعاونا )
يقول الدكتور وريث (كان علي الفزاني يرسل إشعاره دون معرفة بالأوزان أو بحور الشعر، ولكن بموهبة كبيرة وبأذن حساسة، ثم اكتسب التجربة من خلال دراسته العميقة في بحور الشعر وعلم العروض.
وقد ساعده حفظه القرآن الكريم على سرعة التعلم، فاكتسب لغة سليمة خالية من الأخطاء)
في هذا الكتاب يستعرض لنا المؤلف أعمال الشاعر على الفزاني و مراحل تطوره الشعري.
حيث قسم كتابه إلى عدة فصول فكانت البداية مع عنوان فرعي (علي الفزاني وثقافة جيله) .
حيث عقد مقارنات جميلة بين قصائد الفزاني وعدد من الشعراء منهم عبد الوهاب البياتي و بدر شاكر السياب الذي قال عنهما بإن الفزاني كان معجبا بهما.
حيث كان الشاعران يكثران من العودة إلى الرموز التاريخية والتراث و الأسطورة والخرافات الإغريقية.
وقد حدا حدوهما في هذه الظاهرة المتكاثرة في أشعارهما.
و أوضح الدكتور وريث معرض بحثه علاقة الشاعر علي الفزاني بالتاريخ وكيف استطاع استلهام الأحداث و الشخصيات التاريخية الهامة في قصائده.
فهذا أبوذر الغفاري وسيوف المحرومين التي كانت تجاهد ظلم الحكام في سبيل نيل المحرومين حقوقهم.
كتاب الدكتور محمد وريث، رحلة جميلة، وقراءة هامة في العوالم الشعرية للمرحوم الشاعر علي الفزاني، وهو كتاب ينمي الذائقة الشعرية عند القارئ.
جدير بالاقتناء لكل راغب في الاستمتاع بقدرة الكاتب محمد وريث التحليلية، وعقد المقارنات بين الشاعر موضوع الدراسة وغيره من شعراء عصره.