منصة الصباح

معادلة

براح

محمود البوسيفي

هذه حكاية انطونيو الذي كان يعيش في مطلع القرن الماضي في قرية فقيرة من قرى الجنوب الايطالي. كان يسكن في غرفة واحدة مع زوجته وأبناءه السبعة وأمه وأم زوجته، انطونيو لا يعمل، هو أقرب للتسول، مصنع التبغ مغلق، والمزارع القزمية بالكاد تسد حاجة اصحابها، كان يتردد على الكنيسة يوم الأحد للصلاة، وباقي الايام لاستجداء القسيس مساعدته، كان الرجل يعده بأن الرب سيتدخل دون ريب لمعاونته، قام القسيس بزيارة انطونيو في غرفته البائسة ثلاثة مرات، وبذريعة انه لا يثق في احد غيره في هذه القرية طلب منه في المرة الأولى ان يحتفظ له بكلب كأمانة. وفي المرة الثانية ان يعتني له بمعزة، وفي الثالثة ببقرة حلوب، قال له انه بوسعه الحصول على حصة من حليب البقرة والمعزة على أن يحتفظ بالباقي للقسيس.. لاحظ سكان القرية ان انطونيو أصبح يكلم نفسه.. وسمعه بعضهم يتحدث مع شجرة، ومرة أخرى مع بئر مهجور.. وتوقف عن التردد على الكنيسة وأصبح يتجنب الالتقاء بالقسيس.. ذات ليلة زاره القسيس وطلب منه مستعجلا ان يسلمه الكلب، بعد يومين زاره مرة أخرى وطلب منه البقرة.. لاحظ جيران انطونيو انه حلق ذقنه وسرح شعره وسمعه أحدهم يصفر لحنا قريبا من البهجة.. في المرة الثالثة زاره القسيس وطلب استلام المعزة.. في اليوم التالي كان انطونيو سعيدا وهو يطوف شوارع القرية محييا الناس والقطط وكلاب الشوارع والارصفة.. كان سعيدا

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …