منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
أكدت بيانات حديثة صادرة عن منصة الطاقة المتخصصة و مقرها واشنطن، أن قطاع التكرير في ليبيا يواجه تحديات هيكلية عميقة، حيث تبلغ الفجوة التشغيلية مستويات قياسية. فبالرغم من امتلاك ليبيا لبنية تحتية ضخمة تبلغ طاقتها الإجمالية لتكرير النفط نحو 666 ألف برميل يوميًا، إلا أن الإنتاج الفعلي للمصافي لم يتجاوز 188 ألف برميل يوميًا خلال عام 2024، أي ما يعادل 28.2% فقط من الطاقة المتاحة.
وتُعزى هذه الفجوة الهائلة، التي تزيد فيها الطاقة التصميمية لثماني مصافٍ على الإنتاج الفعلي بنحو 3.5 مرة، إلى تراجع كفاءة هذه المنشآت بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بها جراء الحروب المتكررة والاضطرابات السياسية التي عطلت خطط التطوير منذ سنوات.
وتتصدر مصفاة راس لانوف قائمة مصافي النفط في ليبيا بقدرة تكريرية ضخمة تبلغ 220 ألف برميل يوميًا، مما يجعلها تشكل ثلثي الطاقة التكريرية للبلاد. لكن المصفاة متوقفة عن العمل بشكل كامل منذ عام 2013 بسبب خلافات قانونية وتجارية مع الشريك الأجنبي ،شركة تراستا الإماراتية .
وفي تطور قضائي مهم، أصدرت محكمة باريس العليا في فبراير 2024 حكمًا لصالح مؤسسة النفط الليبية، قضى برفض مطالب “تراستا” وإلزامها بدفع أكثر من 140 مليون دولار. وتواصل المؤسسة الوطنية للنفط جهودها لإعادة تأهيل المصفاة والوصول إلى حل نهائي، بما في ذلك تقديم عرض في نوفمبر 2024 لشراء حصة الشريك الإماراتي بقيمة 150 مليون دولار.
وتُعدّ مصفاة الزاوية الأكثر أهمية في الوقت الحالي على الساحل الغربي، بطاقة تكريرية تصل إلى 120 ألف برميل يوميًا، وتُغذي مناطق الساحل الغربي بالوقود الحيوي. وفي شرق ووسط البلاد، تنتج مصافٍ أصغر مثل طبرق (20 ألف برميل يومياً) ومرسى البريقة (10 آلاف برميل يومياً) والسرير (10 آلاف برميل يومياً) الوقود للمناطق الشرقية والجنوبية.
إضافة إلى ذلك، تساهم مصافي المكثفات في منظومة التكرير بطاقة إجمالية تبلغ نحو 286 ألف برميل يومياً، حيث أسهمت زيادة الطاقة التكريرية لمصفاة مليتة من 31 إلى 68 ألف برميل يوميًا في عام 2024 في زيادة الإنتاج اليومي للمشتقات بنحو 13 ألف برميل مقارنة بعام 2023.
ورغم الزيادة الطفيفة في إنتاج مصافي النفط في 2024، فإن ليبيا لا تزال تعتمد بشكل كبير على الاستيراد، حيث ارتفعت الواردات من المشتقات النفطية بنحو 31 ألف برميل يوميًا لتصل إلى 224 ألف برميل يوميًا في 2024، بحسب بيانات أوبك.
ولمعالجة هذا التحدي، تعمل المؤسسة الوطنية للنفط على خطة طموحة تشمل:
إعادة تأهيل مصفاتي طبرق والزاوية.
تسريع تنفيذ مشروع مصفاة الجنوب في منطقة أوباري، لتكون أول مصفاة تخدم الجنوب الليبي بطاقة 30 ألف برميل يومياً، وهو مشروع استراتيجي تتوقع المؤسسة أن يحقق أرباحاً سنوية تصل إلى 75 مليون دولار.
وتؤكد هذه التحركات أن مصافي النفط في ليبيا تقف عند مفترق طرق؛ فإما استعادة طاقتها الكاملة لتتحول إلى مصدر قوة اقتصادية وتصديرية، أو البقاء في دائرة الاعتماد على الخارج لتأمين الوقود في بلد يمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في أفريقيا.
