عبد الرزاق الداهش
——
القرض الحسن لا علاقة له بمصرف الجمهورية، ولا مصرف شمال أفريقيا، ولا المصرف الإسلامي حتى.
وردت مفردة القرض الحسن في القرآن إثنى عشر مرة، وكلها بمعنى التطوع، وعمل الخير، وعوائدها مؤجلة إلى يوم القيامة.
استعارة، أو استعمال هذا اللفظ في السلف غير الربحية لا أتصوره مناسبا، ولا أتصور أن هناك مصارف ترتدي ثوب الإحرام، وأخرى لا تنطق بالشهادتين.
صناعة الصيرفة تعني إدارة أموال المودعين، أما القروض اللاربحية يمكن تصنيفها كخدمة ضمن المسؤولية الاجتماعية.
المصارف تقرض لتحقيق تنمية تنتج عائد وليس للاستهلاك، شراء سيارة، أو دولاب مطبخ بطريقة التفافية اسمها المرابحة، وترتب على المقترض خسائر تراكمية.
ونتيجة هذه السياسة النقدية تتحول أموال صغار المدخرين إلى الاستهلاك، وهي التي تشكل جزء من راس مال التنمية
وبسبب هذه السياسة تحولت المدخرات إلى راس مال مجمد كشراء قطعة ارض أو ذهب، أو غيره من أدوات الاكتناز غير المنتج.
وعليها فأن قروض خرفان العيد حتى لو كانت حلا لمشكلة فهي تعكس مشكلة مصارف لم يعد لها علاقة بصناعة الصيرفة.
ولعل العودة إلى أوعية ادخارية بدائية، أو ما يعرف بالجمعيات، (والف كل شهر) لدليل أخر على عمق المشكلة المصرفية، التي لا يمكن حلها بقشرة التكنولوجيا.
نحتاج إلى استعادة المصارف لأدوائها، لترتدي بدلة الشغل وتساهم في معركة التنمية، وبالليبي” بلاش تمزريط”!