منصة الصباح

مشاهدات….((  الكنة ما الكنة ))

فتحية الجديدي

 

هل العلاقات الاجتماعية تنهيها زوجات الأبناء ؟

وظهور منطق ..( الخو خويا )

الفرحة تكاد لاتسع الجميع..  للأسرة وخاصة أخوات العريس اللواتي يبادرن على الفور في تجهيز مايمكن تجهيزه من أجل زفاف أخيهم.. بل هن من يتقدمن بعروضهن في تقديم الدعم المادي والمعنوي وبذل جهود كبيرة تفوق قدراتهن الاحتمالية أحيانا ليتم تجهيز كل شيء على مايرام بل وأفضل .. الأخت التي تسأل دائما .. هل لازالت بعض الأشياء ناقصة ؟

هل هناك المزيد من المهام ؟ .. وماالذي يمكنني أن أساهم به  من حاجيات أو متعلقات , وتصل حجم المساعدات إلى تجهيز بيت الزوجية وترتيبه وتأثيثه (وهلم جر)…

لاتقف العائلة عن البذل والعون فقط، بل تتكفل بكل ماهو ممكن من متطلبات …

هكذا هو تفكير وسلوكيات العديد من الأسر، ناهيك عن الاعتقاد الخاطيء بأن الابن هو من يمكنه أن يضيف للعائلة عند اقترانه بأخرى، وأن خياراته ستكون صائبة وسليمة مهما نتج عنها،..

الابن الذي يحاول أن يضع نفسه في محل المسؤولية الاجتماعية ويصبح الوصي عنها يعتقد أن له الحق في كل ما يتعلق بذلك

بتوضيح أكثر.. عند استعداد الأبناء للزواج يتولون هم المسؤوليات العائلية في ممارسات الأفضلية حتى ولو كانت خياراتهم غير صائبة،مايؤدي بالبعض إلى الوقوع في الأخطاء أو إحداث مشاكل ونزاعات عائلية لانهاية لها .

زوجة الابن ومنطق (الحموات ) هو المقصد من سرد هذه الحكاية التي خرجت من عدة بيوت، حيث طفت على السطح العديد من الصراعات داخل الأسرة الواحدة بعد دخول زوجة الابن أو مايطلق عليها ب ( الكنة ) التي يمكن أن تكون سببا في راحة العائلة التي تزوجت فيها أو مصدراً لتعاستها وبؤسها !!

“الكنة وما أدراك مالكنة ” التي تضع نفسها ضمن قائمة العائلة التي قد تعتقد نفسها بأنها أحد افرادها هي ذاتها التي تكون سببا في ابتعاد الابن عن عائلته ..عن أخيه وأخته وأمه وأبيه ! متناسية بأنهم سبب ارتباطها بابنهم أو أخيهم .

فهل زوجة الابن تكون سببا في زعزعة العلاقات الأسرية داخل البيت ؟

هل الابن يفرق بين أخوانه وزوجته ويضعها هي في ميزان الأفضلية ؟

هل تعتبر “الكنة ” لعنة على العائلة ؟

هل ظلمن زوجات الأبناء من ” حمواتهن” اللواتي هن أخوات زوجها ؟

هل سبب بعض النزاعات الحاصلة بين زوجة الابن وأخواته هو الحسد أم الأنانية المفرطة ؟

التوازن الأسري بمنظومة اجتماعية ذات تفكير متطور وعقلية منفتحة هي ماتنقص العديد من الأبناء  الذين يحرصون على إنشاء مؤسسة اجتماعية صغيرة  لاتنفصل عن المؤسسة الاجتماعية الكبرى، وأن من يدخل للعائلة هو من العائلة، وليس لخوض المعارك والمنافسة أوالصراع!.

الأم التي تنتظر اليوم الذي يعقد فيه ابنها قرانه، ويدخل الحياة الزوجية، ويتولى شؤون عائلته، وتصبح له حياته الخاصة وأموره المتفردة ، تبحث دائما عن الراحة والطمأنينة لأبنائها.. هي الشخص الوحيد الذي لايمكن أن يسعى لممارسة النكد على أسرة ابنها، وهي من تسعى دائما لسعادة من حولها مهما كلفها ذلك . لايمكن للأم والبنات اختلاق المشاكل داخل محيط العائلة ناهيك على أنهم أطراف فيها، وكذلك المحافظة على السياقات الاجتماعية هي من ضمن أولويات أية أسرة، ولهذا الجميع يطمح في العيش بأجواء هادئة ولطيفة بعيدا عن المناوشات والتوتر والقلق الذي يلازم أحيانا العديد من الأسر بسبب ( الكنة ) التي تعتبر نفسها الضحية دائما – وقد تكون كذلك أحيانا – ولكنها الطرف المحسوب أمام باقي الأطراف والذي انتزع الابن من عائلته – وفق بعض الاعتقادات – وأنها من ينافس الجميع على كسب الشريك باعتباره لها والفهم المغلوط بأنه لازال مرتبطا بالعائلة الكبرى وهم الوالدين والأخوة !

مفاهيم وأطر تجعل من الابن ضحية أغلب الأحيان.. الابن الذي قد يقع بين فكي الزوجة وعائلته،  ولازال هذا المفهوم مسيطرا بأغلب الأوساط الاجتماعية ويغلب على عقليات كثيرة ممارسة حق الملكية، متناسين بأن لكل شخص حقه في العيش هنيا بعيدا عن صخب الإرث الاجتماعي القديم، وحب السيطرة والأنانية المطلقة، الأمر الذي يدعو البعض إلى التنازل والابتعاد، ويصل الأمر بين الأسرة الواحدة للخصام والدخول في المنطق السلبي ( نشري رأسي ) وتنتهي العلاقات تحت مسميات من اختراع ( الكناين ) أحيانا أو من ( الحموات ) والتخلي عن الروابط الأسرية التي يمكن أن تمثل غطاء لأي فرد من أفرادها  ..

هكذا هو الصراع الأزلي الذي لاينتهي وتظل القصة قائمة إلى أجل غير مسمى .

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …