سليم يونس
“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته…أليست مشاكسة”؟
حقوق.. أي إنسان!
أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم جعل حقوق الإنسان جزءا مهما من العلاقات الثنائية مع السعودية.
وتطرق بايدن إلى مسألة قتل جمال خاشقجي بشكل خاص وإلى قضية حقوق الإنسان بشكل عام، وكشف لولي العهد عن موقف الولايات المتحدة بشكل دقيق”.
مشاكسة.. ألا يمكن القول أن أي حديث لمسؤول أمريكي عن حقوق الإنسان هو عبارة عن ” فكاهة” سمجة؟ فكيف يمكن لأي إنسان أن يقبل هذا الادعاء من دولة طالما عملت على إذلال الشعوب عبر الهيمنة الناعمة أو الصلبة منذ أن وجدت أمريكا؟ ثم هل يجوز فصل جريمة قتل خاشقجي عن جملة سلوك النظام السعودي ضد شرائح من الشعب الذي يحكمه؟ وماذا عن سلوك السعودية في اليمن من خلال حربه على الشعب اليمني، بأن قتلت وهجرت وجوعت الملايين؟ وماذا عن دعم السعودية لغلاة قوى الإرهاب من أفغانستان إلى أمريكا نفسها إلى دول المنطقة عبر تفريخ هؤلاء الإرهابيين ودعمهم؟ ثم أليست أمريكا هي من وفر الغطاء السياسي والدعم العسكري لجرائم السعودية في اليمن التي تعتبر جريمة قتل خاشقجي مقارنة بها قطرة في بحر؟ وماذا عن تعامل السعودية مع أبناء منطقة القطيف التي يكون فيها (حز) الرقاب جزاء التعبير عن الرأي؟ ثم أليست هي أمريكا التي دعمت وحمت الأنظمة الفاشية في أمريكا اللاتينية ومولت الانقلابات ضد أنظمة الحكم التي تسعى للتحرر من النفوذ الأمريكي ؟ ألا يضع هذا السلوك الدائم المستقر في السياسية الأمريكية في تضاد مع مقولة حقوق الإنسان؟
مفردات.. الجعجعة..
“حذّرت فصائل المقاومة الفلسطينية، من الإقدام على إقامة أيّ حلف عسكري مع كيان الاحتلال الصهيوني في المنطقة.
ودعت إلى أن يكون هناك حراك دبلوماسي فلسطيني وعربي لمواجهة المخططات الصهيوأمريكية بالمنطقة”.
مشاكسة.. متى تتوقف هذه الفصائل عن لغة الإنشاء التي فقدت مفرداتها معناها وقيمتها؟ تقول الفصائل نحذر من الإقدام على إقامة أيّ حلف عسكري مع كيان الاحتلال الصهيوني في المنطقة. السؤال هو كيف يمكن ترجمة هذا التحذير؟ وكم مرة كررت الفصائل تحذيرها طوال فترة التهافت العربي الذي بدأ في كامب ديفيد مع مصر السادات، فيما باتت القاهرة قبلة هذه الفصائل؟ ثم هل الحلف العسكري هو الذي ترى فيه الخطر الداهم؟ وماذا عن التطبيع وجلب العمالة من دول عربية، والتنسيق الأمني والعلاقات الاقتصادية والمشاريع المشتركة مع دول هي التي تقود المشهد العربي راهنا؟ ثم بماذا يمكن توصيف علافة التنسيق الأمني بين كيان الاحتلال والسلطة في رام الله؟ ثم ألا يمكن القول إن صدقية أي أقوال هي ترجمتها إلى أفعال؟ ثم ما ترجمة دعوة الفصائل إلى أن يكون هناك حراك دبلوماسي فلسطيني وعربي لمواجهة المخططات الصهيوأمريكية بالمنطقة، إذا كانت الدول العربية المقتدرة والمتنفذة هي جزء من هذا المخطط؟ ثم أليس من الأولي أن ترمم الفصائل الوضع الفلسطيني المتردي عوض البيانات التي بلا معنى في الواقع كون المقرر هي وحدتك وثقلك الموضوعي على الأرض؟
<img class=”j1lvzwm4″ role=”presentation” src=”data:;base64, ” width=”18″ height=”18″ />