منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
الصباح / فاتح مناع
مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في بنغازي، تتكاثر القوائم ويتزايد عدد المرشحين المستقلين، لكن المشهد يبدو – كما يصفه وكيل بلدية طبرق مسعود الوهراني – أقرب إلى “عملية انتخابية تفتقد أهم شروطها”، في ظل غياب التغطية الإعلامية التي تحرم الناخب من التعرف على المرشحين وبرامجهم.
الوهراني يرى أن الأزمة أعمق من مجرد منافسة انتخابية، إذ ما يزال قانون الإدارة المحلية رقم 59 بلا تفعيل حقيقي، رغم كل الملاحظات التي أثيرت حوله منذ إقراره. ويشير إلى أن الحكومة لم تتنازل عن صلاحياتها لصالح البلديات، كما أن الدولة لم تُعد هيكلتها بما يتوافق مع القانون، لتبقى تجربة الحكم المحلي محكومة بحداثتها وضعف كوادرها وغياب التأهيل اللازم.
ويؤكد الوهراني أن وزارة الحكم المحلي تحولت إلى شكل جديد من المركزية، أشد تعقيداً من مركزية الحكومات التقليدية، ما جعل البلديات عاجزة عن ممارسة أبسط مهامها. وفي ظل هذه القيود، يصبح من الصعب على أي مرشح تقديم برنامج انتخابي حقيقي، لأن الفائز سيصطدم بواقع خالٍ من الصلاحيات والموارد، في مواجهة مباشرة مع المواطنين، وهو ما يهدد بثقة المجتمع في الانتخابات مستقبلاً.
ويضيف أن معظم الخدمات الأساسية – من نظافة، ومياه وصرف صحي، وحرس بلدي، وتخطيط، وتعليم وصحة وشؤون اجتماعية – ليست ضمن اختصاص البلديات، بل تُدار عبر وزارات مركزية تتحكم في القرار والتمويل. ومع هذا الوضع، يتساءل الوهراني عن الإصرار على إجراء الانتخابات بينما البلديات لا تملك الأدوات ولا السلطات اللازمة لخدمة المواطنين.
ويشدد على أن المشكلة لا ترتبط بكفاءة المرشحين، بل بمنظومة متكاملة لا تعمل، بدءاً من الجهات الرقابية والقضائية التي ما زالت تطبق تشريعات مخالفة لقانون الإدارة المحلية، وصولاً إلى البلديات نفسها التي تعاني نقصاً في الموارد والخبرة والجاهزية.
ويختتم وكيل بلدية طبرق بالقول: “إن إجراء الانتخابات قبل إصلاح البيئة التشريعية والإدارية وبناء قدرات محلية حقيقية، ليس سوى محاولة لحرث البحر”.
