د ابوالقاسم عمر صميدة
النداءات التى اطلقتها عدة مدن ساحلية طلباً لمساعدة الحكومة ” وحتى الشعب” لمواجهة التدفق المتزايد للمهاجرين الأفارقة وعبثهم بكل ما يصادفهم ، هذه النداءات والاستغاثات إن لم يتم الالتفات لها وأخذها بجدية وعلى محمل السرعة ، فإن النتائج وما سيترتب عن استمرار هذا التدفق البشرى المتكاثر ستكون وخيمة وستعقّد المشكلة الليبية ، وعلينا فى البداية ان نقر ونعترف بأن الدول الغربية لن يعنيها امر المهاجرين فى شىء طالما بقوا داخل الاراضى الليبية ، بل ان هناك دول بعينها كإيطاليا والمانيا وجزيرة مالطا ربما تعمل على ان يستوطن الافارقة ليبيا حتى ان وزير مالية المانيا تحدث علناً عن رغبة بعض الدول الاوروبية فى توطين الافارقة فى ليبيا ، وقد صرّح رئيس وزراء المجر اليمينى المتطرف بأن بلاده تدعم فكرة توطين الافارقة فى ليبيا ، وهذا كلام خطير وقاس على دولة ليبيا التى لا تجد من يُنصفها حتى من أبنائها ، وعلينا ان نعرف ان مشكلة الهجرة التى يتحدث عنها الجميع دون الخوض فى خطورتها سينتج عنها امران كلاهما علقم ، الاول ازدياد الاعداد المهاجرة كما يحدث فى المدن الساحلية وهذا سيولد غضب ورفض شعبى فى بلاد ينتشر فيه السلاح وربما سيتحول الامر الى هبة وطنية ضد هذا الغزو الحالم بالبحث عن حلول لأزماته حتى على حساب شعب يعانى من أزماته ومشاكله ، وهنا ستقع الكارثة ، فلو انطلقت شرارة انتقام او احتماك بين المواطنين والمهاجرين – لا سمح الله- فلا احد يتنبأ بما يحدث ، وعندها لن تجدى النداءات والنصائح ، لذا على الحكومة والمجتمع الدولى ان ينتبه الى خطورة الازمة وتداعياتها قبل فوات الأوان، والامر الثانى هو اذا تزايد العدد عن هذا الحد فإن الحكومة عليها اقامة معسكرات ” لجمع ” هؤلاء المهاجرين ومنع احتكاكهم بالمواطنين والاتصال بالامم المتحدة ومجلس الامن حيث ان ليبيا لازالت تحت البند السابع المعيب ، وان تتصل بدول المصدر لاستعادة مواطنيها وعليها ان تتحمل مسؤلياتها تجاه رعاياها ، فليبيا ليست حارس حدود الجنة الاوربية وليست مسؤلة عن ما فعله المستعمر الغربى فى شعوب افريقيا ، ولن تدفع ضريبة شىء لم تفعله ولم تتسبب فيه ، ولأننى ادرك ان الغرب الظالم لن يحرك ساكنة ، وان كل ما سيفعله هو الصراخ ورفع شعارات الديمقراطية ويفط حقوق الانسان والعولمة ووو، وهكذا فعلى حكومة الوحدة الوطنية التحرك منفردة بعمل شيئين ؛ الاول اقامة معسكرات خارج المدن للمهاجرين كنا تفعل كل دول العالم ، والثانى منع المهاجرين من دخول المدن الليبية، ولنا خير مثال فى فرنسا ” بلد الحريات والنور” كما يردد اعلامها ومعها بلدان الاتحاد الاوروبى والتى لا تسمح بمنح تأشيرة دخول لغير مواطنيها الا بشروط قاسية وتتعامل مع من يصل الى أراضيها بالقسوة والاحتجاز .